بَينَ حَربَين !!!

الحربُ الأوكرانيةِ وَحربُ غزّة هُما حربين حَدَثا في السنوات الاخيرة ، الأولى حربٌ شَنّتها روسيا على أوكرانيا ودونَ الخوض في مشروعية هذهِ الحرب وأحقيتها فلا بُدّ مِنْ التذكير أنّ أوكرانيا كانت جُزءاً مِنْ الإتحاد السوفياتي قَبلَ أن يتآمر عليهِ الغرب وَيتم تفكيكهُ .. وراح ضحية هذهِ الحرب عشرات الالاف مِنْ الطرفين !! .
أمّا الحرب الثانية فَهيَ حرب غزّة والتي تناسى العالم فيها أصلُ القضية وبدأ الجميع يبحث فيمن بدأها !! وَنسيَ العالم أو تناسى – لا فَرْق – أنّ هُناك أرضًا محتلة وشعبًا مُهجّر !! وَنسيَ الجميع أنّ الشعب الفلسطيني قَدْ سارَ في مسار السلام – الذي خَدعوه فيهِ – ما يزيد على الثلاثين عامًا دون أنْ يرى ضوءاً في نهاية هذا المسار قَدْ يَسهم في الوصول قيام الدولة الفلسطينية الموعودة !! .
وَخَلفَ هاتين الحربين تَقِف شعوبًا مؤيدة لِكُل فريق !! فَخلف الاوكران تَقِف الشعوب الغربية وقياداتها !! بَذَلَتْ هذهِ الشعوب كُلّ إمكانياتها وَمُقدراتها وأموالها لِنُصرَةِ حَقّاً مشكوك فيهِ !! وَعلى النقيضِ مِنْ ذلك وَفي الحرب الثانية – حرب غزّة – وَقَفَت الشعوب العربية مُتَفَرّجة على شعب عربي تَعملُ فيهِ آلةِ الدمار والإبادة الاسرائيلية عَمَلها !! لا بَلْ وَصَلَ الأمر بالبعضِ مِنْ هذهِ الشعوب أنْ وَقَف داعمًا لدولة الاحتلال !! .
شَتّان ما بين موقف الغرب وموقف العرب وَشَتّان ما بينَ الحضارتين وما بَينَ المبادئ الأخلاقية للطرفين !! .
وَصَلَ الأمر بدولة الاحتلال وفي شهرِ رمضان الكريم أن يَخدعوا الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بتوقيتِ آذان الإفطار !! وتقديم الطعام الفاسد !! لَعلّ هذا الاحتلال أن يَكسِرَ إرادة هذا الشعب !! ولكن إرادة الله تأبى ذلك وفي كُلّ يوم وساعة يُسجّل هذا الشعب سطورًا مِنْ إرادة لا تنكسر !! .
وعَلى هامش التاريخ العربي حِصار رسول الله وَصحبهِ في شِعبِ بني هاشم وكيفَ تداعى أصحاب الجاهلية الأولى إلى رَفعِ هذا الحصار !! .
فإذا كانَ هولاء أصحاب الجاهلية لَمْ يَحتملوا ما لَحِقَ ببني جِلدَتِهم مِنْ ظُلم وطغيان فكيف بِنا نحن أصحاب ألحق والاخلاق والحضارة أن نَقبل بِما يحدث لأهل غزّة ؟؟ .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة