لَيسَتْ الأفضل .. وَلكن !!

0


الزيارة الملكية للولايات المتحدة الاميركية واللقاء مَعَ الرئيس الامريكي كانَ مُنتظراً وَمُتابعاً دوليًا ورسميًا وشعبياً .. رئيس يَضرِب يَميناً وَشِمالاً وتصريحاته غير محسوبة ولا تُراعي بروتوكولًا سياسيًا أو دبلوماسيًا !! ورئيس دولة يَملك القوّةَ والمال !! .
هِيَ أمور لا نُنكرها ولا نُجادل بِها!! وَكان اللقاء المُنتَظَر .. قَدْ نكون مِنْ الفئة التي كانت ترى تأجيل اللقاء لأسباب كثيرة قَدْ لا يكون أولها إنتظار الموقف العربي الموحد وتجنيبًا لأيّ سوء تقدير للموقف الأردني في مواجهة رئيس لا يحسب حساباً لِتصرفاتهِ !! وفي المقابل كانَ هُناك مَنْ يقول بضرورة المواجهة والاشتباك مَعَ الموقف الامريكي !! وَمَن أقدر على هذا الاشتباك مِنْ جلالة الملك عبدالله الثاني لأسباب كثيرة قَدْ يكون أهمها الشرعية ألتي لا يُنازعهُ فيها أحد .. وَفَهمِهِ للثقافة الغربية والعقل الغربي !! .
البداية كانت بِمُحادثات بعيدة عَنْ الاعلام وإيصال الرسالة العربية بِرفضِ التهجير والتوطين وإيقاف الحرب الابادية عَلى الشعب الفلسطيني وَعَدم وجود مؤتمر صحفي لِمَعرِفة الجميع بِهَوَس الرئيس الامريكي بالتصريحات الخارجة عَنْ اللياقَة !! وَلِمنعِ أيّ إستفزاز لهذا الرئيس !! .
كانت بداية عَدم اللباقة مِنْ الرئيس الامريكي الاشارة الى سمو ولي العهد وَهيَ رسالة أغضبت الملك وولي العهد إلى الدرجة التي دفعت ولي العهد إلى عَدم مصافحة الرئيس عِندَ المغادرة !! دَعوَة الصحفيين الى المؤتمر الصحفي عِلماً أنّهُ لَم يَكُن مُتفقاً عليهِ !! مَنْ قامَ بتوجيه الأسئلة هُما صحفيين مِنْ أصول يهودية !! كَانَ الغضب والانزعاج باديين على الملك وولي العهد !! الترجمة المُحرّفة لتصريحات الملك المُقتَضَبة !! وأخيرًا الرسالة المُوجهة مِنْ الرئيس الامريكي للشعب الأردني فَهيَ لَمْ تَكُن بريئة وَلَسنا بحاجة لها !! نَحنُ كَشعبٍ أردني نعرف مَلِكَنا ونعرف حرصه على الوطن .. .
لَنْ نَقول أنّ الملك قَلَبَ الطاولة على الرئيس الامريكي ولكن رَد الأمر بخصوص القضية الفلسطينية إلى العرب ومصر والسعودية تحديدًا كانَ أفضل جواب وأفضل ما يُمكن فعله .. أيّ ردود أخرى كانت سَتُخرج الأمور عَنْ مسارها الصحيح وَتُدخل الملك في مواقف لَنْ تكون في مصلحتنا الوطنية والأسباب كثيرة .. الملك ليسَ مسؤولًا عَنْ كلام الرئيس الامريكي ولا يعني صمته الموافقة عليها .. أحيانًا كثيرة وكما قالت العرب ” إذا كان الكلام مِنْ فضّة فالسكوت مِنْ ذَهَبْ ” .
وأخيرًا مَنْ كان قريبًا للموكب الملكي عِندَ عَودَتهِ للوطن شاهدَ وَلَمَس تلك الراحة النفسية البادية على مُحيّا ووجه الملك وولي العهد وسيُدرك كَمْ هِيَ الراحة النفسية التي يعيشها جلالة الملك بين شعبهِ وفي وَطَنه .. حمى الله الاردن وجلالة الملك ومَتّعه بموفور الصحة والعافية .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *