الضفّةُ الغربية وليسَتْ غزّة .. إحذَروا !!
![](https://samajordan.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20240130-WA005133.jpg)
الضفّةُ الغربية وليسَتْ غزّة .. إحذَروا !!
يؤمِن الجميع أنّ الشعب الذي جُبِلَت دِماؤه بترابِ وَطنه لَنْ يُغادر هذا الوطن .. ويؤمن الجميع بأنّ ما مِنْ ذَرّة مِنُ تُرابِ غزّة إلّا ومجبولة بدماء شهيدٍ أو جريح !! فكيفَ لِمثلِ هذا الشعب أن يُغادر مثل هذا الوطن ؟ لَنْ يكونَ ذلك !! .
الضفة الغربية هِيَ الهدف والعين عَليها !! فلا تغفلوا عَنها !! جميعنا مشغول بِما يَحدُث في غزّة ، وَبَعدَ تصريحات الرئيس الامريكي الكُلّ يعتقد أنّ غزّة هِيَ الهدف !! وَلَعمري أنّ الأمر غير ذلك .. .
أصل الحكاية أنّهُ وبتاريخ 19 / 12 / 1949 وَبَعدَ دخول الجيش الأردني إلى الأراضي الفلسطينية تَمّ منح الجنسية الأردنية للسكان الأصليين فباتوا فلسطينيين وأصبحوا أردنيين ، وفي عام 1950 جرت انتخابات برلمانية تَمّ بموجبها تخصيص 20 مقعدًا لشرقِ الأردن وَمِثلها للضفة الغربية وتلى ذلك في عام 1952 التصويت على ضَمّ الضفتين تحتَ مُسمى المملكة الاردنية الهاشمية .
وعلى إثرِ احتلال الضفة الغربية عام 1967 ولمحاولة معرفة اعداد الفلسطينيين والمغادرين منهم وللسيطرة على محاولات التهجير ألتي كان يقوم بها الاحتلال تَمّ إصدار بطاقتين للفلسطينيين إحداهما باللون الأخضر لحاملي الجنسية الأردنية المقيمين في الضفة الغربية والأخرى صفراء اللون للمقيمين في الخارج !! وكانت الإحصاءات دقيقة لمعرفة الخارجين والداخلين الى فلسطين .
تزايدت الضغوط على الدولة الأردنية وَسَعَت منظمة التحرير الفلسطينية إلى أن تكون هِيَ الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وإستجابةً لذلك فَقَد ألقى الملك الحسين رحمه الله خطابًا بتاريخ 31 / 7 / 1988 أعلنَ فيهِ فَكّ الارتباط ما بين الضفتين !! إلّا أنّهُ لَمْ يستتبع ذلك أيّ تنظيم قانوني لهذا الأمر !! وإنْ كانَ هناك مَنْ يقول بأنّ هناك تعليمات سريّة وضعتها الحكومة الأردنية لتنظيم هذا الأمر إلّا أنّهُ لَمْ يتأكد صحّة هذا الأمر .
بَقِيَت دولة الاحتلال تَشعر أنها دولة صغيرة في المنطقة !! وأنها بهذهِ المساحة الضيقة لَنْ تعيش !! وأنه بالرغم مِنْ معاهدة السلام مَعَ الفلسطينيين تَعتبر نفسها صاحبة الحق في الضفة الغربية !! وأنهُ لا بُدّ لها مِنْ السيطرة على الضفة الغربية وأنّ الحائل دون ذلك هُمْ الفلسطينيين حاملي الجنسية الأردنية !! .
لا يعني دولة الاحتلال غزّة ولا سكّانها فَهيَ وبأكثر مِنْ تصريح على لسان قادتها يتمنون أن يستيقظوا صباحًا وإذا بالبحر قَدْ إبتلعَ غزّة وَمَنْ فيها !! .
عينُ الاحتلال على الضفة الغربية !! وَكُلّ الذي نسمعهُ عَنْ تهجير أهل غزّة ما هُوَ إلّا ذَرّ للرمادِ في العيون !! .
ماذا نحنُ فاعلون ؟
هُوَ السؤال الأصعب عَلى الدولة الأردنية والشعب الأردني !! وَبِقَدَرِ صعوبة السؤال وَحَساسيّتهِ تكون الإجابة ألتي لا بُدّ مِنْ الإقرار بِها وسماعها !! لأنّ الجواب يَعني الحفاظ على الأردن وفلسطين !! لا بُدّ مِنْ دَستَرة قرار فَك الارتباط !! ولا بُدّ مِنْ تشريع القوانين ألتي تُعيد الأردنيين مِنْ أصول فلسطينية الموجودين في الضفة الغربية إلى جنسيتهم الفلسطينية !! صحيح أنّ هذا الأمر سَيُغضِب الكثيرين !! وصحيح أنّ البعض سيقول ضاعت فلسطين عندما كانت جُزءاً مِنْ الدولة الاردنية فأعيدوها لنا وَمَن ثَمّ أنزعوا الجنسية الأردنية ؟؟ كُلّ ذلك سَيُقال وَقَدْ يُقال أكثر مِنهُ !! .
وَلكن وببساطة شديدة لا يجب أن نترُك حجّة لدولة الاحتلال في تفريغ فلسطين وتهجير أهلها فَدَفع الضرر أولى بِكُلّ المقاييس !! والحفاظ على فلسطين أولى مِنْ المُناكفات السياسية ألتي أوصلت الجميع إلى ما نَحنُ فيه .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة