شُكراً صاحب المعالي .. لَقَد أتيتَ ما لَمْ يَسْتَطعهُ الأوائل !!
شُكراً صاحب المعالي .. لَقَد أتيتَ ما لَمْ يَسْتَطعهُ الأوائل !!
في ألأثر أنَّ طفلًا جاءَ أبو العلاء المَعري وقالَ لَهُ ألستَ القائل :
وإنّي وإنْ كُنتُ الأخير زمانُهُ
لآتٍ بما لَمْ تَسْتَطِعْهُ الأوائل ؟
فقالَ نَعم !! فَردَّ عليهِ الطفلُ قائلًا : لَقَد جاء مَنْ سبقوكَ مِنْ العرب بثمانيةٍ وعشرين حَرفاً للغة العربية !! فآتِ بحرفٍ واحد لِيُصبح التاسع والعشرين !!
فَبُهِتَ ابو العلاء المعري وَلَمْ يجد جوابًا لهذا الطفل !! .
هذا هُوَ حالنا مَعَ معالي مُثنى الغرايبه بَعدَ أنْ طالبنا بِشُكرِ ذاكَ الشخص الذي قَبِلَ الوظيفة العامة براتبٍ شهري أربعة الاف دينار أردني !! .
وَقبلَ أن اشكرَ ذاك المُحسِن الكبير على هذا القبول فأنني أستأذِن صاحب المعالي في مُحاورتهِ بصفتهِ الوظيفية وَليست الشخصية حَتّى أضمن أن لا يُلاحقني قانون الجرائم الالكترونية !! .
يا معالي الوزير :
عِندما كُنتَ الحُنجرة الذهبية للمتواجدين على الدوّار الرابع في أوجِ الربيع العربي ومطالباً بالتغيير والإصلاح والتعديل والتبديل !! صَدَّقَكَ الكثيرون ولكنني لَمْ أكُن واحداً مِنْ هولاء لأسباب كثيرة – وَقَدْ تَكون خدمتي في الأجهزة الأمنية – عَلّمتني الكثير عَنْ مِثلِ حالتِكَ !! سواءاً ما كانَ مُفيداً أو غَيرَ ذلك !! وكُنتُ مِنْ المؤمنين أنكَ مِثل الأرض البور التي لا تحفظ ماءاً ولا تُنبتَ زَرعاً !! ولكنكَ أتيتَ وزيرًا وَجَلستَ على ذاكَ الكُرسي !! وَصَمْتَ صمتَ أهل القبور عَنْ كُلّ ما كُنتَ تُلَعل بهِ على الدوار الرابع !! ولكن يا معالي الوزير أليسَ مِن حَقّ الشعب الأردني أنْ يسألك الآن ماذا قدّمتَ في وزارتك الأولى ؟ أنا أقول لكَ : لا شيء .. .
والآن وَقَد عُدتَ إلينا وزيرًا للاستثمار فأيّ المشاريع تحمل لنا ؟؟ الكلام ؟؟ سئمنا الكلام !! الخروج على المحطات التلفزيونية والإذاعية لِتشرح لنا عَنْ جذبِ الاستثمارات والمستثمرين ؟ كلام وشعارات أصبح الأردنيون أساتذة بِها !! .
يا صاحب المعالي ..
تعيين ذاكَ الذي تَطلب مِنَ الشعب الأردني شُكره على قبول الوظيفة مضى على تعيينهِ ما يُقارب الشهرين ولكَ مِثلها وَتقبل الرهان ما بيني وبينكَ بعدها بأنهُ لَنْ يأتينا بغيرِ خطط على وَرقٍ مأخوذةً مِنْ إحدى المواقع الإلكترونية الأجنبية ألتي لا يربطها بالمجتمع الأردني رابط ؟؟ أتقبل الرهان يا صاحب المعالي – وَهوَ لَنْ يتعدى المئة دينار – أنّ موظّفكَ هذا سيأتي ويخرج وَلنْ يَتذكرهُ واحدًا مِنْ الأردنيين ؟ لا لِسببٍ فيهِ ولكن لأنّ البدايات الخاطئة ستؤدي إلى نتائج خاطئة !! الأربعة آلاف دينار يا معالي الوزير كفيلة لكَ بتعيين ثمانية موظفين براتبٍ يَعتبِرَهُ الأردنيين راتبًا مُجزياً وسيكونون قادرين على الإبداع والابتكار أضعاف ذاكَ المحظوظ الباحث عَنْ شُكر الأردنيين لَهُ !! هَلْ سيكون حالكَ يا معالي الوزير كحالِ أبو العلاء المعري مَعَ ذاكَ الطفل ؟؟ .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة