المسافه بين فقه الواقع وفقه الاماني والاحلام
المسافه بين فقه الواقع وفقه الاماني والاحلام
كتب / فلاح القيسي
بالأمس أعجبني عنوان مقال لاحد الزملاء حول المسافه بين فقه الواقع وفقه الاماني فاتخذته عنوان لمقالي هذا.
بدايه الفقه والفقيه هو ” العالم الفطن ” الذي يفتي ويعطي رايه في كثير من الامور عن علم ودراية في الحلال والحرام والخطأ والصواب وتفسير الأحكام وصحة المواقف والقرارات ويخضعها للعلم والوعي والمنطق . وإلا ينطبق عليه. قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أفتى بغير علم فليتبوأ مقعده من النار»
ولواسقطنا ذلك على الحالة الأردنية تجاه مايجري على الساحة العربية والعالميه لوجدنا ان المسافه شاسعه بين ما يفرضه الواقع ومعطياته المعاصره وبين حلم الانسان العربي وامنياته المنشودة.
لوجدنا اثرا ابجابيا للكثير من المواقف الاردنيه تتصف بالحكمة وبعد النظر بعيدا عن الانفعال والفرديه والاستعراض . موسومة بالوسطية والاعتدال . وهذه صفات الحكم الرشيد والدوله الراسخة والتي تؤمن بان صاحب الولايه لا يملك حق المغامره والمقامره بحياة الانسان والشواهد على ذلك كثيره فكم من نظام قوضت اركانه القرارات اللا مدروسه والتي كانت نتائجها كارثيه ودمرت الانسان واضاعت الاوطان , وما كان ذلك يحدث الا بسبب غياب الحكمه وبعد النظر وعدم اخضاع الامور للمنطق ومعطيات العصر .
ونخلص هنا للنتيجه وهي شهاده العالم بان الاردن رغم صغر حجمه وشح موارده الا انه اصبح النموذج للدوله القوية بالمنطق والتأثير وهي التي حققت لشعبها الامن والامان وجسدت المعاني الانسانيه الساميه تجاه الانسان القريب والبعيد فاصبحت ملاذا للهاربين من الموت يطلبون الحياة والحريه في هذا البلد العزيز بقيادته وحكمه الرشيد وشعبه الوفي وجيشه المصطفوي وامنه الساهر ، كل ذلك تحقق دون تقصير بالواجب نحو الإخوة العربية والشراكة الإنسانية مع الاحتفاظ بالكرامة وكسب التأييد العالمي لمواقف الاردن وسياسته الواعية الحكيمه . حتى غدا الراي الاردني مرجعا يردده كل عاقل وفطن ويتبناه كبار قاده العالم لحل القضايا العالقه وعلى راسها القضيه الفلسطينيه التي ما زالت وستبقى بوصله الاردن وتاجها القدس الشريف كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني .