بينَ الحَربِ والكَذِبْ .. ألأردن مَظلوماً !!
بينَ الحَربِ والكَذِبْ .. ألأردن مَظلوماً !!
بدأت النَظَرات تَرمُقني جيئةً وذهابًا مِنْ قِبَل البعض ممن إعتقدتُ بأنّ الأردن لديهم هُوَ الوطن الأغلى !! لا لِشيءٍ إلّا مَعرِفَتهم لي بأنني فيما يتعلق بالاردن ومواقف ألدولة الأردنية لا أقبلُ المساومة أو التشكيك ، وَقَد بدأوا يُشيرونَ إلى كِتاب الصَحفِي الامريكي الشهير ( Bob Woodward ) وَما وَرَدَ في هذا الكتاب الذي أسماهُ ( War ) الحَربْ ، حيثُ ذَكَرَ فيهِ مواقف بعض القيادات العربية مِنْ حَربِ غزّة وحكومة حماس فيها وجماعة الاخوان المسلمين في هذهِ الدول ، وَهوَ كتاب تَمّ نَشرهُ قَبْلَ أسابيع قليلة !! .
لَمْ أستَعجل الردّ على هولاء الأشخاص حَتّى أتبين حقيقة الأمر!! وَقَد بَحثتُ عَنْ هذا الكتاب في الأسواق إلّا إنني لَمْ أكُنْ موفقًا في الحصول عليهِ !! مما دَفعني للاستعانةِ بأحد الأصدقاء الذين أثقُ بهم فَزوّدني بالنسخة المترجمة لهذا الكتاب ، وَحتّى أكون مُنصِفاً في نَقدي وتقييمي لهذه النسخة المترجمة – وآلتي أعتقد أنها ترجمة حرفية – لهذا الكتاب ، فلا بُدّ أن أبدأ بالشكل .
المؤلف صحفي أمريكي لَهُ باع طويل في العملِ الصَحَفي وهو صاحب الكشف عَنْ فضيحة ووتر غيث في ألولايات المتحدة الاميركية !! إلّا أنّهُ يبلغ مِنْ العُمرِ الآن ما يزيد عَنْ الثمانين عامًا وبالتالي لا أعرف الآن مَدى قُدرَتهِ على تحليل الأمور ألتي يسمعها بشكلٍ صحيح !! ، وباستعراض الكتاب لَمْ أجدُ فيهِ أي توثيق لأي معلومة أو رواية ولا يَسنِدَ المؤلف ما يرويهِ إلى أي مصدر أو شخص أو جهةٍ !! بل يتحدث وكأنه كان حاضرًا أو جالسًا مَعَ الأشخاص الذين يَتكلم بِأسمائهم !! والكتابُ مكتوب بطريقة الحكايات والروايات المنسوبة إلى زَمنٍ غَيرَ معروف ، وإذا كانت النسخة العربية المترجمة مِنْ الكتاب لا تحمل إسماً لِمُترجمها فإنَّ الأمر يغدوا أكثر غرابة !! وإذا ما كانَ الأمر كذلك فإنّ السؤال عَنْ كيفية الترجمة خلال هذه الاسابيع القليلة لكتاب صادر في أمريكا ودون إذن صاحبهِ وموافقته على الترجمة والجميع يعلم ويعرف حقوق المؤلف والحفاظ عليها في هذهِ الدوَل !! أضف إلى ذلك أنَّ المُتتبع لِما وردَ في هذا الكتاب سيجد أنَّ الكاتب يأخذ الحَدَث المنشور في الإعلام ويبني حديثًا أو حوارًا حَولَ ما جرى سواء مِنْ باب الخيال أو مِنْ باب الأوهام !! وهذا أسلوب معروف في الكتابة الصحفية .. .
أمّا في الموضوع فإن المؤلف – إذا صَحّت الترجمة والكلام المنقول – يتبنى رواية إسرائيلية ثَبَتَ زيفها وكذبها حَولَ ما قامت بهِ حماس في السابع من اكتوبر حيثُ يقول المؤلف ” وأحرقوا المنازل وذبحوا عائلات بأكملها بما في ذلك الأطفال والرُضّع وَشوحو أفخاذهم في السمنَة وأكلوهم .. فتيات مقيدات بأيديهن خلفَ كُلّ شجرة واغتصبوهن .. كانت أرجلهنّ متباعدة وأدخلوا كُلّ أنواع الاشياء في اعضائهن مثل الألواح الخشبية والقضبان الحديدية .. ” ، فهل هو صادق في هذا الكلام ؟ وَهل فَعَلتْ حماس مِثل هذهِ الأمور ؟ .
ثُمّ يَتَحدّث المؤلف عَنْ لقاء وزير الخارجية الامريكية بلينكن بالقادة ألعرب – وما يعنيني هُوَ حديثه عَنْ الأردن – حيث يقول المؤلف كما أوردَ المُترجم المجهول ” يجب هزيمة حماس .. لَنْ نقول ذلك علنًا .. الإخوان المسلمين هيَ أقدم منظمة اسلامية سياسية .. والأب الروحي لبعض أكثر الجماعات الارهابية تطرفًا .. ” ويستمر المؤلف في سَردِ الكثير مِنْ الكلام عن لقاء وزير خارجية امريكا بالقادة العرب وتحريضهم على حماس !! ولا أعرف كَيفَ أنّ المؤلف قَدْ غَفِلَ عَنْ كْلّ المواقف المُعلنة للدولة الأردنية ! وَعَنْ المْساعدات آلتي تَمّ تقديمها للشعب الفلسطيني !! .
كَيفَ يُمكن لعاقل أن يُصَدّق أو يثق بكلام شخص يتبنى نظرية اغتصاب وقتل الأطفال وَقَد ثبت عَدم صحة هذا الكلام ؟ كيف لعاقل يُصدّق أن الدولة الأردنية تعتبر جماعة الاخوان المسلمين إرهابية وَقَد سَمَحت لما يزيد عَنْ الثلاثين نائبًا بالوصول الى المجلس النيابي ؟ كيف لعاقل أن يُصدّق أنّ حديثًا بِمثلِ هذا المستوى قَدْ جَرى في وَقت كانت الدولة الأردنية تَصدر أشدّ المواقف وأقواها وأصدقها في الوقوف إلى جانب أهل غزّة ؟ كيف لعاقل أن يُصدّقَ هذا الكلام وأول المساعدات والمعونات والمستشفيات التي وصلت إلى غزّة كانت مِنْ الأردن ؟ .
لا أطلبُ مِنْ المشككين والجاحدين الإنصاف للاردن والاردنيين في المواقف فهذا قَدْ يكون خارج إراداتهم وَلكن إحترموا عقولنا وعقولكم ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدِلوا .. إعدلوا هُوَ أقرب للتقوى ولا تَسعوا إلى الفتنة ونشرَ بذور الكراهية بين فئات الشعب الاردني .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة