إسراء زيادنة تكتب: في ذكرى كابوس إسرائيل
في ذكرى السابع من اكتوبر كابوس إسرائيل الشخصي الذي ما زال مسلط على رأسها والتي مازالت تدفع ثمن اخفاقاتها العسكرية والأمنية إلى اليوم بجر الحرب على غزة نحو حرب إقليمية لكي ينقذ نتن ياهو مستقبله السياسي ويحقق وهم الإنتصار بأنه “الجوكر” الذي سيتربع على عرش الشرق الأوسط،وخاصة بعدما نجح في تحقيق ضربات عسكرية وأمنية في لبنان واغتيال الأمين العام لحزب الله، والمشهد وان بدا بأنه انتصار الا ان إسرائيل تغرق في مستنقع حروب ستعمق من ازماتها على كافة الأصعدة.
الحرب الآن لم تعد بذات النسخة الأولى، نحن ندخل درجة أخطر، هذه ليست حرب تأديب الفلسطينيين، واللبنانيين، ولاغيرهم، هذه حرب هدفها الاستيلاء على المنطقة، وكل الحسابات السابقة قد تنهار فجأة تحت وطأة أي عامل مستجد، قد نصحو فجأة وإذ كل المنطقة ودولها وشعوبها في جهنم الحمراء. علينا أن نعلم هنا أن هذه ليست مجرد حرب فلسطينية-إسرائيلية، وإلا كانت توقفت منذ الأشهر الأولى، نحن أمام مشروع يشمل كل المنطقة العربية، موعد توقف الحرب، لا أحد يملك الإجابة عنه، إذ إن الحرب تحولت إلى حرب مستدامة قابلة للتمدد، بعد أن وصلت لنهاية العام الأول، دون أن تجد نهاية محددة.
لبنان والضربات الأخيرة ليست إلا برقيات تريد إيصالها إسرائيل إلى المنطقة وشعوبها، بأن تستعد لأي طارئ.
خلاصة الحروب والحقد الذي نشهده صراع أزلي متمثل في القضاء على الإسلام وغزة كانت ستلد نواة لنظام إسلامي يشجع باقي الشعوب الإسلامية على الاحتذاء بالتجربة.
الصراع الحقيقي اليوم وغدا وبعد غد هو صراع حضاري كما ذكر سابقا كاتب سياسي بريطاني معاصر في مقالا له:
“خلافاتنا في الحقيقة ليست مع الشعوب الإسلامية ولا الأنظمة الحاكمة، لأن الأنظمة تدور في فلكنا وتستمد بقاءها من جانبنا، وتنفذ سياساتنا التي تخدم الأمن القومي الغربي بغض النظر عن أمنها القومي.
إن مشكلتنا الحقيقة تكمن في الإسلام ذاته ومع محمد نبي الإسلام نفسه، لأنه دين يمتلك الإجابات التفصيلية لكل الأسئلة الوجودية والحضارية، وهو منافس عنيد للحضارة الغربية التي بدأت تفقد ألقها، بينما الإسلام ومحمد يزداد ألقا حتى داخل مجتمعاتنا الأوربية”.
أخيراً ذكرى السابع من أكتوبر ستقودنا اما إلى اشتعال كامل وتدهور اسوأ في كل الأوضاع، أو تهدئة تدرك كلفة التدهور على كل المنطقة.