البلوي / العرف والعادة العشائرية… صمام أمان للأمن المجتمعي

0
images (4)


كتب // فلاح القيسي

يُعد العرف والعادة العشائرية رديفا أصيلا للقضاء النظامي، ووسيلة ناجعة وفاعلة في حلّ النزاعات، لما يحمله من حكمة متراكمة وتجربة اجتماعية عميقة أسهمت عبر العقود في ترسيخ السلم الأهلي وتعزيز الأمن المجتمعي. وقد برز هذا الدور بوضوح من خلال الجهود التي يقودها معالي مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر كنيعان باشا البلوي، الذي عمل على تفعيل العرف العشائري ضمن إطار الدولة وسيادة القانون، باعتباره أداة إصلاح لا أداة تجاوز.
ولم يتوقف هذا الدور عند فض النزاعات ومعالجة الخصومات، بل امتد إلى مساحة أكثر حساسية، تمثلت في التصدي لظاهرة العنف، لا سيما العنف الجامعي، من خلال الندوات والمحاضرات التوعوية التي أُلقيت في الجامعات والتجمعات الشبابية، حاملة رسائل الاعتدال، والحوار، واحترام الآخر، والانتماء الحقيقي للوطن.
إن هذا الجهد المتواصل يستحق التقدير والاحترام، بل ويستوجب توسيع مساحته وتعزيز حضوره، لما له من أثر مباشر في دعم السلم الاجتماعي وترسيخ مفهوم الأمن المجتمعي القائم على الوقاية لا المعالجة، وعلى الوعي لا الردع فقط.
ولعل ما يميز المجتمع الأردني، بطبيعته المتسامحة وروحه الطيبة، هو العامل الأهم في نجاح فلسفة العرف العشائري وتطبيقاته، في مجتمع تشكل فيه العشائرية ركيزة أساسية من ركائز النسيج الاجتماعي المتماسك، الذي يقوم على الاحترام المتبادل، وتقدير الآخر، والاحتكام إلى الحكمة قبل الصدام.
هكذا يبقى العرف العشائري، حين يُمارس بوعي ومسؤولية، سندا للدولة، وداعما للقانون، وجسرا يعبر عليه المجتمع نحو مزيد من الاستقرار والوئام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Dirancang untuk generasi digital, Toto Slot menawarkan pengalaman tanpa gesekan dengan antarmuka yang intuitif dan performa optimal, menjadikan setiap sesi bermain terasa ringan dan menyenangkan.