المواطنة لا تؤطرها جغرافية المكان ولا ديموغرافيه الانسان

0
522191_40_1747242190


بقلم: فلاح القيسي


في زمنٍ تتسابق فيه الأصوات لرفع الشعارات الوطنية، نجد أن الكثير منها لا يتجاوز حدود الميكروفونات أو منصات التواصل، شعارات جوفاء لا تترك أثرًا على الأرض، ولا تحمل في مضمونها روح المواطنة الحقيقية. والأخطر أن بعضها يُؤطَّر جغرافيًا او ديموغرافيا وكأن الانتماء للوطن يجزَّأ ويُقاس بحدود المكان أو بتوصيف الفئة، بينما المواطنة الصادقة أوسع وأعمق من كل ذلك.

المواطنة ليست كلامًا منمّقًا ولا صورًا في المناسبات، بل هي فعل يومي يترجم بحب الوطن والحرص على نهضته. هي التزام بالقانون، وإخلاص في العمل، وبذل في التنمية، وإيثار في المصلحة العامة. إنها سلوك يظهر في احترام الممتلكات العامة كما نحترم بيوتنا، وفي خدمة الناس كما نخدم أهلنا، وفي الدفاع عن الوطن كما ندافع عن كرامتنا.

الوطن لا يبنيه صخب الشعارات، بل تبنيه سواعد أبنائه، وإرادتهم في أن يكون حاضرهم أفضل من ماضيهم، ومستقبلهم أبهى من حاضرهم. والمواطنة الإيجابية الحقيقية، هي تلك التي تُقاس بما ينجز على الأرض من تنمية وإصلاح وتكاتف، لا بما يُرفع من شعارات قد تذروها الرياح مع أول اختبار.
وهنا يأتي دور الشباب، فهم الطليعة القادرة على إحداث التغيير،
فليكن شبابنا النموذج الأوضح للمواطنة الإيجابية، بالفعل الذي يترك أثرًا، وبالإصرار الذي يصنع الفارق، وبالوعي الذي يحمي الوطن ويحفظ مسيرته.
المواطنة لا تختزل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Dirancang untuk generasi digital, Toto Slot menawarkan pengalaman tanpa gesekan dengan antarmuka yang intuitif dan performa optimal, menjadikan setiap sesi bermain terasa ringan dan menyenangkan.