جابر - نصيب.. البداية

جابر - نصيب.. البداية
2018-10-17
كمال زكارنة

سما الاردن | حالة من الارتياح العام والتفاؤل بانطلاقة مشرقة للعلاقات بين البلدين الشقيقين،سادت الشارع الاردني بعد افتتاح المعبر الحدودي رسميا بين الاردن وسوريا،وظهرت الانعكاسات الايجابية لهذا الحدث الذي طال انتظاره، على جميع الناس كل حسب اهتمامه، سياحيا وتجاريا واقتصاديا،وفي مجالات اخرى.

وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة،بعبارات وتعليقات كلها حملت مشاعر الرضا والترحيب بافتتاح المعبر،لما يعنيه ذلك من فوائد مشتركة سوف تنعكس بالضرورة ايجابيا على الجانبين الاردني والسوري خلال المرحلة المقبلة.
لكن هذا الحدث،الذي له اهميته وضروراته، لا يجوز النظر اليه من زوايا محددة ومعينة، تتعلق فقط بالزيارات وقضاء الاوقات هنا وهناك، والتقاط الصور في بعض المناطق، فهو اعمق من ذلك بكثير وله دلالات على قدر كبير من الاهمية، ويفتح افاق ومنافذ لعلاقات مستقبلية بين البلدين، تقوم على اساس التعاون والشراكات في مجالات استراتيجية، اهمها التعاون الاقتصادي والسياسي والامني.

اقتصاديا، هذا المعبر له قيمة مضافة يفتح الطريق امام الصادرات الاردنية،الى الدول العربية والاجنبية،لتصل المنتوجات الاردنية الزراعية والصناعية، الى اسواق استهلاكية عربية وعالمية مهمة، من شأن ذلك تحريك عجلة الاقتصاد الاردني بشكل فعال ومتواصل، وسياسيا، فان تعزيز العلاقات بين الجانبين يعتبر بوابة العبور الرئيسة لجميع القطاعات الاخرى، وفيما يتعلق بالجانب الامني،فان محاربة الارهاب تشكل هدفا مشتركا للجميع،ولا بد من التعاون في هذا المجال، والحاجة الى التعاون المائي بين البلدين الشقيقين تقع في سلم الاولويات، وهناك اتفاقيات موقعة بينهما لتعزيز التعاون المائي في الاحواض المائية المشتركة، يمكن العودة اليها وتنفيذها تدريجيا، وتبقى المشاركة الاردنية في عملية الاعمار واعادة بناء ما دمرته الحرب،مسألة في غاية الاهمية، ليس فقط من باب التشغيل والعمل والامور المادية، لكن المساهمة الاردنية في هذه العملية يجب ان تكون بارزة ومميزة، وان تكون البصمة الاردنية واضحة للجميع، وشاهدا تاريخيا على جهد كبير يقدمه هذا البلد العربي الهاشمي في عملية تجديد وبناء بلد عربي شقيق تعرض لويلات الحرب سبع سنوات متواصلة ادت الى دمار واسع في بنيته التحتية ومنشآته العمرانية والسكنية، وجميع مرافق الحياة الاخرى.
افتتاح معبر جابر - نصيب ليس هدفا ترفيا ولا كيفيا، بل يترتب عليه مسؤوليات جسام وطنية وقومية،تحتاج الى جهود مشتركة من الجانبين للتعامل معها بحرفية ومهنية عالية، لتحقيق الاهداف المرجوة من ذلك، وفي السياق الفني واللوجستي يتحمل الاردن العبء الاكبر، نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها سوريا الشقيقة.

انسياب الحركة عبر «جابر- نصيب»، يشكل بارقة امل يمكن البناء عليها وتطويرها يوما بعد يوم، على صعيد المسافرين والبضائع في الاتجاهين، وصولا الى حركة طبيعية نشطة على مدار الساعة دون توقف.

المصدر: الدستور

تعليقات القراء

تعليقات القراء