الملك طالب بانصاف الوطن... فكيف ذلك؟

الملك طالب بانصاف الوطن... فكيف ذلك؟
2018-10-15
محلل الشؤون المحلية
إسراء زيادنة

سما الاردن | افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني اعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الامة الثامن العاشر، ظهر امس بخطباب العرش السامي.

وما كان ملفتا في خطابه بداية الحديث والتطرق مباشرة الى القضايا المحلية مبتعدا عن ما تعود عليه الناس من حديث حول الاوضاع الاقتصادية، فبدأ بالحديث عن متابعته اليومية للاحداث الحاصلة في المجتمع، ما يؤكد مرة أخرى ان جلالة الملك متابع لما يحدث وبشكل دقيق وعلى اطلاع تام بادق التفاصيل.

الجلمة التي توقف عندها كثير من الاردنيين، قالها الملك مخاطبا فيه المواطنين بشكل مباشر وعلني، "انصفوا الاردن ولا تنكروا الانجازات"، وهنا لا بد من الوقوف مطولا عندها، فما الانجازات التي يريدنا جلالة الملك ان نعززها ونعظمها ونفتخر باردنيتنا، وهل علينا ان نتوقف عن نقد الاداء الحكومي "كلما دق كوز بجرة".

بطبيعة الحال ومن يعود الى الوراء قليلا يدرك ان جلالة الملك لا يريد منا ان نتوقف عن تسليط الضوء على الاخطاء الحاصلة، لا على العكس هو من حثنا وطلب منا ان "نضغط من تحت" ليضغط "هو من فوق"، ولكن ما هو مطلوب منا كمواطنين وكوسائل اعلام ان نبحث عن الانجازات الحاصلة في الاردن سواء في القطاع الحكومي او في القطاع الخاص وعلى مختلف المستويات.

وبهذا الصدد يقول استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الاردنية د. بدر الماضي، ان الاردن في الوقت الحالي تشوبه حاله شعبية من الانكار في دور الدولة والمؤسسات، معتبرا ان بعض الاجزاء من هذه الحالة مبررا والكثير منها غير مبرر خاصة اذا نظرنا الى تاريخ الاردن وتاريخ الانجاز فيها بشكل عام.

واضاف الماضي ان الوضع القائم اصبح كل شيء تقوم به المؤسسات لدى الناس انه لا يستوجب الشكر واصبح التشكيك هو السمة الاولى.

واكد على ان التشكيك بات يشكل عبئاً كبيرا على صانع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، اضافة الى انه اصبح يشكل خطرا على كيفية اتخاذ القرار واصبح المسؤول يتردد في اتخاذ القرار خوفا من التشكيك ومن الرأي العام.

واعتبر الماضي جلالة الملك عندما يتكلم بهذا الشيء وكانه يريد الناس ان تعود وتقرأ الواقع بتفاصيله، اضافة الى انه لا يعني ان الناس لا تشكك او لا تنتقد ولكن ما يعنيه ان ليس كل شيء اسود او ان كل شيء لا يستحق الثناء والشكر، اضافة الى ان جلالته يأمل ضرورة ان يتم قياس الامور بالمقاييس الوطنية.

بدوره اعتبر الكاتب والمحلل السياسي احمد فهيم ان هناك حالة من الاحباط لدى الناس وهي ناجمة بحسب فهيم عن الظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها المواطن، وناجمة عن ضعف الاجراءات الرسمية في محاربة الفساد.
واضاف فيهم ان التباطىء في الاصلاح المنشود جذر حالة الاحباط لدى المواطنين واعطت صورة سوداء عن الواقع. 

واكد على ضرورة وجود ثورة بيضاء ضد الفساد، تنتج صورة بيضاء تنتشر بين الناس على ارض الواقع وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

واشار فهيم الى هناك انجازات وطنية لا يمكن للناس ان تتجاهلها ويجب ان يتم تعظيمها من خلال وسائل الاعلام التي يعق على عاتقها جزء كبيرا من هذا الامر.

خلاصة القول، ان حديث جلالة الملك ظهر اليوم مؤشراً هاماً على ان  الاردن يتمتع بحالة جيدة من حرية الرأي والتعبير، ولكن هذه الحرية لا تعني بطبيعة الحال ان تستغل هذه الحريات من قبل البعض لتسيس توجهات الناس واستغلالهم لتحقيق مصالح شخصية، وكذلك الحال يقع على عاتق العاملين في الوسط الصحفي والاعلامي ان يعزز من الانجازات الحاصلة في المجتمع الاردني على مختلف الصعد وفي كافة المجالات، واذ تجدر هنا الاشارة الى ان اخر انجاز اردني حقق قبل ايام كان على يد البطل زيد مصطفى الذي حقق المدالية الفضية في التايكوندو في اولمبيات الشباب المقامة في العاصمة الارجنتينية بيونس آيرس، والتي تتسابق دول العالم على المشاركة فيها وتحقيق الارقام القياسية فيها.

تعليقات القراء

تعليقات القراء