وصفي والإذاعة والتلفزيون

وصفي والإذاعة والتلفزيون
2018-12-02
د.عساف الشوبكي
ن.ب

ونحن نستحضر هذه الأيام مناقب وأعمال وإنجازات وصفي التل بذكرى استشهاده ونتحسر على الرجل ومشروعه الكبير الذي لم يكتمل، والولاية العامة التي رحلت معه، نستحضر فيما نستحضر الاذاعة الأردنية ومكانتها وإعلامييها الكبار ومجدها وألقها وتاريخها الناصع والتي كانت من أولويات اهتمامه رحمه الله،  وكذلك نستحضر التلفزيون الاردني ورجاله وسيداته النجوم وما وصل اليه في أولى سنوات ولادته وبعد ذلك عقوداً من النجاح والحضور البهي المتقدم عربياً ومحلياً في أخباره وبرامجه وإنتاجه الدرامي.

وفي هذا الاستحضار نقارن الماضي بالحاضر لنكتشف الهوة والبون الشاسع بين ما كان وما هو عليه حال الاذاعة والتلفزيون اليوم، وما وصلت اليه هذه المؤسسة من تهميش واستهداف لإضعافها كجزء من مشروع وصفي والمنجز الوطني الكبير للدولة الأردنية في عهد الحسين الباني طيب الله ثراه، ولعل أهم الأسباب في التقهقر والتراجع هو ضعف وتردي الإدارات التي تُختار لقيادتها وهذا الإستهداف هو إستهداف للإدارة الحكومية القوية التي يُمثلها وصفي وهو إستهداف للإعلام الاردني القوي الذي كان يسعى دوما لإظهار الهوية الأردنية في الخبر والتقرير والبرنامج والقصيدة والاغنية والمعزوفة والتمثيلية والمسلسل وهو استهداف للمنجز الاردني بعامته.

ولأني كنت أحد إعلاميي الاذاعة والتلفزيون فإنها تَعزُ على هذه المؤسسة الوطنية العريقة وما آل اليه حالها ويعزُ عليَّ الزملاء الذين ما زالوا يكابدون مما آلت اليه اوضاعهم ومن تهميشهم وتهميش مؤسستهم وعملهم وإنجازاتهم ، ومن عدم استقلالية قرار المؤسسة و من تردي وتخبط المسؤولين، ولا زالوا رغم ذلك متمسكين بمهنتهم ومهنيتهم العالية وقابضين على مؤسستهم فيما يُفرض عليهم مدراء ضعاف من كل حدب وصوب لا علاقة لهم بسياسةٍ او اقتصادٍ او إعلامٍ او ثقافة او دراما او فن، وتفرض عليهم مجالس إدارات ترضيات مرتجفة مهلهلة تُراكمُ الضعفَ والفشلَ ولا تسعى الى التطوير والإنجاز، ولا تعمل على راحة وإطمئنان ودعم مبدعيها وتطوير الكفاءات المتميزة والمبدعة والاهتمام بالمنتج الاعلامي لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون والاهتمام بالإعلاميين وإعدادهم وتدريبهم ورفع سوية قدراتهم ومهاراتهم ورواتبهم ومعاشاتهم ومكافآتهم أكانوا مذيعين او مقدمي او معدي برامج او مندوبي أخبار اومخرجين او منتجين او مصورين او فنيين او منتجين او مهنيين او موظفين رديفين ومساعدين في العملية الإنتاجية الكبيرة.

إصلاح الإعلام من أولويات الإصلاح الشامل في وطننا ولا يتم هذا الأصلاح الا باصلاح الإعلام الرسمي ولا يتسنى ذلك الا بإصلاح مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وأولى الخطوات هي إستقلالية عملها وقرارها وإختيار القيادات الكفؤة لهذه المؤسسة الوطنية ودعمها ودعم إعلامييها ومبدعيها وعدمُ حرق تاريخها المشرف.

تعليقات القراء

تعليقات القراء