نهر البارد: مشروع لحفظ التاريخ الشفوي لنساء المخيم

نهر البارد: مشروع لحفظ التاريخ الشفوي لنساء المخيم
2019-07-14
m.z

سما الاردن | البحث عن قصص النساء الفلسطينيات في المخيم وأرشفتها، وفهم التجربة اليومية للاجئات؛ هو شغف اللاجئة الفلسطينية لواحظ السيد، الذي دفعها للمشاركة في مشروع التاريخ الشفوي بورشة المعارف وبالتعاون مع مبادرة "سوا".

توضح لواحظ أن موت عمها الذي كان يحفظ العديد من الأغنيات التراثية وطرق العيش في فلسطين وأحداث ومسيرة النكبة؛ كان دافعا لها لمعرفة تقنيات التوثيق في ظل عدم قدرتها على حفظ هذا التراث.

والآن تسعى لواحظ لتوثيق قصص فريدة من نوعها عبر جمع قصص النساء الفلسطينيات داخل مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، وتسليط الضوء على حياة اللاجئات في المخيم.

توثيق حياة الفلسطينيات
تقول لواحظ السيد للجزيرة نت "هذا المشروع أفادني كثيرا على المستوى الشخصيّ، خاصة في فهم تقنيات التوثيق، وأصبح بإمكاني الآن توثيق قصص كبار السن بكل سهولة، وتوثيق حرب مخيم نهر البارد وقصص اللاجئات الفلسطينيات خلالها".

وأضافت "سأركز من خلال عملي على توثيق حياة الفلسطينيات الناجحات في المخيم، ورصد تأثيرهن في المجتمع، ليكن قدوة للجيل القادم من النساء للاستفادة من خبراتهن".

من جانبها، تقول المتدربة ورد عبد الرحيم "سأعمل من خلال هذا المشروع على تسليط الضوء على النساء الفلسطينيات، وما يقدمنه للمجتمع من خدمات وأفكار ودور فاعل، وكسر الصورة النمطية المأخوذة عنهن".

مشروع حفظ التاريخ الشفوي جاء -حسب القائمين عليه- من أجل تجاوز النقص في توثيق التاريخ الذي انحصر غالبا في توثيق سير الرجال المؤثرين في صنع القرار.

وتكمن أهمية المشروع كممارسة تعيد إحياء تاريخ الشعوب الأصلية، واستعمال التاريخ الشفوي لتوثيق الحياة اليومية للنساء، وإبقاء فلسطين الماضي حاضرة في وعي الأجيال اللاحقة لجيل النكبة والجيل الجديد.

وفي هذا الصدد، تقول مديرة ورشة المعارف سارة أبو غزالة "نسعى من خلال هذا المشروع إلى توثيق القضية الفلسطينية، ليس فقط من خلال التركيز على الجانب السياسي، بل توثيق حياة الناس العادية أيضا، والتفاصيل التي لم يسلط عليها الضوء، ونقل فكرة عن حياة اللاجئات وكيفية العيش في المخيم".

نساء نهر البارد
يشارك في المشروع عشر فتيات من مخيم نهر البارد، يتلقين تدريبا مكثفا على مدار ثمانية أيام؛ يصبحن بعدها قادرات على التعامل مع التاريخ الشفوي بالنسبة للقضية الفلسطينية، وفهم علاقة النساء بالتاريخ الرسمي والسرد، بالإضافة إلى فهم التجربة اليومية والتاريخية للنساء في نهر البارد.

يقول منسق المشروع من مبادرة "سوا" رامي فارس "مخيم نهر البارد مليء بقصص النساء اللاجئات، ونسعى من خلال هذا المشروع إلى توثيق القصص كافة". مشيرا إلى بعض الصعوبات التي تعترض طريقهم، ومنها رفض بعض المعنيات الحديث عن حياتهنّ الخاصة.

قصص متعددة ستسلط الضوء عليها المشاركات في المشروع؛ كقصص النساء السياسيات والرائدات والقياديات في مخيم نهر البارد، بالإضافة إلى قصص النجاح والتجارب الاجتماعية.

ويسعى القائمون على المشروع لأرشفة قصص النساء الموثقة في كتاب، وإنشاء موقع خاص على الإنترنت يجمع تلك القصص ويضعها أمام الباحثين المهتمين. (الجزيرة)

تعليقات القراء

تعليقات القراء