مناورة سياسية فلسطينية

مناورة سياسية فلسطينية
2021-05-03
د.حازم قشوع
ن.ب

سما الاردن | بعد المناورة السياسية الفلسطينية بالذخيرة الانتخابية والتي استخدمت فيها هبة باب العامود لاعلاء صوت الحق الفلسطيني في القدس والتي تضمنت ايضا اشتباكات سياسية فلسطينية اسرائيلية وفلسطينية دولية مع الاطراف الداعمة والراعية للعملية السياسية والانتخابية تكون القيادة الفلسطينية قد وقفت عند استدلالات دولية واستخلاصات ذاتية مفيدة يمكن البناء عليها بترتيب جملة سياسية في كيفية التعامل الذاتي والدولي مع المشهد العام .

فبعد ما استطاعت هذه المناورة السياسية من الوقوف على العامل الذاتي الفلسطيني بكل تفاصيله واستطاعت ايضا من رصد روافد مشاربة ومسارات تياراته وبواطنها حركته الداخلية ورواسبها الاقليمية تكون القيادة الفلسطينية قد انهت عملية التمشيط الميداني الداخلية وقد استطاعت ان تقرأ منابع التيارات السياسية وروافد والقوي المشكلة للمشهد الفلسطيني وهذا ما يجعل بيت القرار الفلسطيني يمتلك قراءة موضوعية وعلمية للمشهد الداخلي الفلسطيني وهو العامل الذي يمكنه ان يقود الى اعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني واعادة صياغة أليات العمل وكذلك السياسية المستخدمة بناء على نتائج المسوحات الميدانية واستخلاصاتها الدقيقة التي بينتها هذه المناورة الفلسطينية .

اما بالاتجاه الموضوعي فلقد ادت هذه المناورة السياسية من الكشف عن المواقف السياسية للدول المشاركة والمتداخلة والراعية للعملية السياسية لكون هذه العامل يشكل نسبة مؤثرة على نتائج المقررات الفلسطينية وهذا ما يجب ايضا رصدة بالوقوف عن المدي بالمسموح به بالمناورة والحركة ، وهو المدي الذي يمكن للدبلوماسية الفلسطينية المناورة من خلاله وعبرة وتبيان مراكز اعادة ضبط الايقاع السياسي في الحركة الدبلوماسية وكذلك كيفية بناء منازل سياسية جديدة تشكل اوتاد وروافع للتحرك السياسي القادم وهذا يمكن الوقوف عليه من مدى تدخل الدول المحيطة والاقليمية ومدى تاثير الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في اعادة ترسيم قرارات الشرعية الدولية مع تحديد نقاط الاشتباك التي يبدوا ان مركزها سيكون موضوع القدس .

وبهذا تكون القيادة الفلسطينية امام جملة من القرارات بعد هذه المناورة السياسية العميقة والتي كشفت لها ان هنالك الكثير من التيارات بحاجة الى احتواء كما ان هنالك بعد الجيوب التي بحاجة الى جفيف فان تعزيز مكانة العصب الحامل في جملة بيت القرار الفلسطيني الذي تقوده حركة فتح يتاتى بالاحتواء ولا يكون بالاقصاء وان لململة اصحاب الراي في قيادة العصب الحامل الفلسطيني اقل كلفة من الذهاب لاستقطاب اوتاد تثبيت خارجة ، فان القيادة يقودها دائما العصب الحامل الذي تعلو مكانته بهضم كل او اغلب مركباته ، فان لملمة حركة فتح ودوائرها اصبح عمل واجب كونه يشكل احد الاشتراطات المهمة في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني الذي يقوي بمناعة العصب الحامل الذي تشكله حركة فتح .

اما تجاه الاستفادة من درجة تغيير ابواب السياسية الامريكية لصالح مقررات الشرعية الدولية ونشاطية الاتحاد الاوروبي ومقرراته المناصرة للحق الفلسطيني فان هذا بحاجة الى محركات عمل مستجيبة وفاعلة وقد يكون من بينها تغيير الحكومة الفلسطينية لتكون اشمل وقادرة على التمدد والمناورة وهذا يتطلب استقطاب قيادات وازنة للحكومة الفلسطينية تفيد المشهد القادم على ان تكون هذه الحكومة على فتح ابواب الحوار وتهيئة الاجواء للقيام بحركة متفاعلة واساسية تكون قادرة على لملمة بيت القرار الفلسطيني بما يقويه و يجعله اكثر تماسكا واقوى منعة ، وفي كل الاحوال فان هبة باب العامود يمكن البناء عليها في تثبيت ملف القدس ليبقى متحركا وفي توحيد القوى السياسية كونها تشكل ارضية عمل مشتركة موحدة وكما تشكل نقطة اشتباك مهمة على الصعيد السياسي والتفاوضي القادم.

تعليقات القراء

تعليقات القراء