“مقال” وليس رسالة ملكية أو توجيهات

“مقال” وليس رسالة ملكية أو  توجيهات
2018-10-31
اسراء زيادنه
إسراء زيادنة

خاص سما الاردن | خاطب جلالة الملك عبدالله الثاني كأب وأخ أبناء وبنات الوطن من خلال مقالٍ صحافي واتخذ عنواناً نقدي يميل لصيغة السؤال الإستنكاري اختصر فيه أبرز القضايا المحلية التي كادت في الآونة الأخيرة ان تشعل فتيل الأزمات في الشارع الأردني متجنباً الإعلام الرسمي فلم يخاطب الحكومة ولا السلطات ولا الأجهزة بل المواطنين بمعنى أن رسائل المقال للجميع.

وانتقى مصطلحات تدعو الى وجوب التفريق بين الآراء التي تنتقد الأداء والتي تطالب بتحديد المسؤوليات، وبين ممن أساؤوا بالشماتة والسخرية مشيراً في ذلك لحادثة غرق عدد من طلبة المدارس في البحر الميت، وبين التي تبث العدوانية والتجريح والكراهية الذي نشاهده على منصات التواصل حيث تعج بالتعليقات الجارحة والمعلومات المضللة، والشائعات والتي تكاد أن تخلو من الحياء أو لباقة التخاطب والكتابة، والخالية من مسؤوليات أخلاقية أو اجتماعية أو حتى الإلتزام بالقوانين، مؤكدا في المقابل أن عصر الانفتاح يحتم على الحكومات العمل بشفافية، وتوفير معلومات دقيقة للمواطن دون تباطؤ، لأنه من حق المواطن أن يعرف.

وقال جلالته "مسؤوليتنا كأفراد ومجتمعات بأن لا نرتضي لأنفسنا أن نكون متلقين فقط، بل أن نفكر فيما نقرأ وما نصدق، ونتمعَّن فيما نشارك مع الآخرين، لا بد من تحكيم المنطق والعقل في تقييم الأخبار والمعلومات" وفي هذه رسالة بأن نصحو وننتبه ونباشر في ثورة ثقافية جامعة للتصدي لهذه الصحافة الصفراء التي تملأ الفضاء الاردني بأكاذيب وافتراءات ليس لها من الحق والحقيقة نصيب سوى ان اتباعنا لها قد عزز في هذه الشرذمة التطاول والتواصل والاستمرار.

وأكد جلالته على حرصه الشديد في ان يعرف ردود فعل الشارع الاردني بطريقة مباشرة من خلال قوله" تلك التقنيات والأدوات باتت في غاية الأهمية لنا جميعا، بل ولي أيضا، فمن خلالها أسمع أفكار المواطنين وآرائهم دون فلترة للمعلومات أو الآراء أو حواجز أو قيود، قدر الاستطاعة". 

وشدد جلالته على ضرورة وجود قانون يضبط منصات التواصل الاجتماعي في تلميح غير مباشر لضرورة تفعيل "قانون الجرائم الالكترونية" وظهر ذلك من خلال قوله " فقد أصبحت الحاجة ملحة اليوم لتطوير تشريعاتنا الوطنية، بما يؤكد على صون وحماية حرية التعبير، ويحفظ حق المواطنين في الخصوصية، والقضاء على الإشاعات والأخبار المضللة، ومنع التحريض على الكراهية، خاصة وأن عددا من مديري أكبر منصات التواصل الاجتماعي أنفسهم أقروا بأن منصاتهم يمكن استغلالها لأغراض سلبية وتخريبية".

وما زال يطلب ويؤكد جلالة سيدنا القائد الرشيد العتيد العنيد في الحق على أن الأوطان لا تبنى بالتشكيك وجلد الذات، ولا بالنيل من الإنجازات وإنكارها، بل بالعزم والإرادة والعمل الجاد، والانخراط الإيجابي والمشاركة البناءة في القضايا الوطنية.

وختم ملك الأردن مقاله بعبارات فخر وايجابية تذكر الاردني النشمي بضروروة الاستمرار على ذات النهج والحماس قائلاً: "ها نحن نقف بفخر على أعتاب مئوية تأسيس الدولة الأردنية، والعالم من حولنا يتطور بسرعة غير مسبوقة. فلنضع المستقبل نصب أعيننا ونمضي نحوه بثبات وقوة وإيجابية، كي لا يفوتنا الركب. لنسخِّر أدوات العصر لصالحنا ونثريها بصبغة أردنية، تعكس هويتنا والقيم والأخلاق التي أنارت مسيرة هذا الوطن على مر مائة عام".

تعليقات القراء

تعليقات القراء