"مطيع الإلكتروني" يغزو الأسواق وعودة لمسلسل التهريب

"مطيع الإلكتروني" يغزو الأسواق وعودة لمسلسل التهريب
2019-03-19
إسراء زيادنة

خاص سما الاردن | تمكنت كوادر الجمارك الأردنية العاملة في مركز جمرك جابر وأثناء الاشتباه بشاحنة واردة من دولة عربية مجاورة تم معاينتها معاينة فعلية من احباط تهريب سجائر الكترونية، وبلغ عدد المضبوطات ما يقارب (312) سيجارة الكترونية وأجزائها تم اخفائها داخل مخابئ سرية أعدت خصيصاً لغايات التهريب.

وقد تم التحفظ على المحتويات المهربة ووسيلة النقل لحين استيفاء الغرامات الجمركية المترتبة عليها والبالغة قيمتها ما يقارب (13) الف دينار.

وكانت قد وجهت "سما الاردن" رسائل هامة للحكومة بالتزامن مع اعلان حالة الطوارئ على السجائر الالكترونية وأهمها من هو مطيع الالكتروني؟ ومن سمح بدخول ادوات السيجارة الالكترونية؟ واين يصنع سائل السجائر هل سنتفاجئ بوجود مصنع مشابه لمصانع دخان "عوني مطيع"؟.

قامت الحكومة مساء اليوم بالتعاون مع وزارة الصحة بتوجيه دعوى للمواطنين "على غفلة ودون سابق انذار" الى التبليغ عن اماكن بيع السجائر الالكترونية في الاردن وكأن ناقوس الخطر قد دق بوجود عوني مطيع جديد لكن الفرق بأنه الكتروني.

ونشرت الوزارة منشور عبر صفحة مديرية التوعية و الاعلام الصحي - وزارة الصحة، في الفيسبوك منشور قالت فيه "الرجاء التبليغ عن اماكن بيع السجائر الالكترونية على هاتف رقم 065004545 فرعي 5".

وحظرت وزارة الصحة تداول السجائر والاراجيل الالكترونية داخل الاردن، ومنعت دائرة الجمارك العامة استيراد هذه المنتجات.

وقالت مديرة التوعية والإعلام الصحي، الدكتورة عبير موسوس إن المديرية، دعت المواطنين، إلى الإبلاغ عن الأماكن التي تبيع السجائر الإلكترونية، المحظورة في الأردن.

وكانت وردت شكاوى عديدة، إلى المديرية، أخيرا، حول انتشار كبير للسجائر الإلكترونية، خصوصا بين طلاب المدارس، حسب موسوس.

وأوضحت موسوس، أن المديرية لا يمكنها التفتيش على كافة المحلات بشكل عشوائي، ويجب ورود شكاوى حول أماكن بيع السجائر الإلكترونية.

حيث انتشرت في الآونة الأخيرة السيجارة الالكترونية بديلاً للسيجارة العادية، فهي رائجة جداً بين الناس الذين يريدون التخلص من تدخين السجائر العادية "على اساس" وبدأ بيعها بشكل كبير في الأسواق "بأي مكان ببيع سجاير او ما ببيع" بالاضافة الى المتاجر على الإنترنت للإقبال عليها بأشكالها المختلفة ورصدت "سما الاردن" عشرات المواقع والحسابات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم ببيع السجائر الإلكترونية ومشتملاتها من الفلاتر والعصائر بنكهات الفاكهة المختلفة ويوجد منها أكثر من 130 نكهة.

واقبل المواطنون وخاصة "فئة الشباب" على السجائر الالكترونية او ما يسمى بالـ"vape" بطريقة جنونية وتدخينها بشراهة اكثر من السجائر العادية "سجاير مطيع"، بدوره اجرى فريق "سما الاردن" استطلاع في الشارع الاردني حول هذه السجائر والنتيجة كانت صادمة حيث ترى شريحة واسعة انها آمنة وديل صحي للسجائر العادية عدا عن الذين يحملونها كـ"برستيج" بين العائلة والاصدقاء.

والغريب هنا ايعقل ان تكون الاجهزة المعنية "غايبة فيلة" عن هذه الاعلانات! دون علم بمن يقوم بإدخالها وبالترويج لها حيث ان الطامة الكبرى ان هناك من يقوم بتصنيع مادة "الجوسي" المستخدمة في السجائر في المنزل وبأدوات كيميائية خطيرة وقاتلة وتباع مقابل 15 دينار. كما أن الشركات المصنعة لهذه الوسائل لا تلتزم بكتابة تاريخ الصلاحية للسيجارة أو ما بداخلها كما لا يوجد بها تحذيرات صحية أو قائمة بالمحتويات الفعلية الداخلية.

وتتعدد انواعها بين شيشة قلم الشبيه بالسجائر التقليدية وشيشة ذات الحجم المتوسط (eGo) والقابلة للتعديل او الفيب مود  (Vape Mods)

في المقابل اكد خبراء في الصحة ان السيجارة الالكترونية مسرطنة! حيث استنشاق بخار السجائر الإلكترونية يسبب السرطان في الرئة، وهذا بسبب أن هذا البخار الناتج عن هذه السجائر متشبع بمادة النيكوتين والمواد المنكهة في السجائر الإلكترونية، وتجعله يكون الفورمالين الذي يسبب الإصابة بمرض السرطان، وأنه إذا تم استنشاق كمية عالية من النيكوتين، يسبب السرطان بعكس السجائر العادية والتي فيها المدخن لن يدخن سوى 3 ميلليجرام طوال اليوم، بينما إذا قام مدخن السيجار الإلكترونية بتدخين أقل من هذا المعدل لن يصاب بأيّ من المواد المسرطنة.

ولفت الخبير الى ان المدخن يظن ان بعد لجوءه لهذا النوع سيقلع عن التدخين لكن هذا غير صحيح لانه وبمجرد ان يفرغ مخزون الالكترونية يعود الى السيجارة العادية.

على صعيد متصل قال مختصون في مستشفى الحسين للسرطان ان هذه السجائر يروج لها على انها صديقة للبيئة ومقبولة اجتماعيا لكن ما يثير القلق هو انها تتداول دون رقابة مشيرين الى ان مادة "الفورمالديهايد" التي تنبعث مع الدخان تحوي مادة مسرطنة بالاضافة الى مادة "الاكرولين" التي تعتبر سامة جدا.

وتجدر الاشارة هنا الى ان قانون الصحة العامة الجديد التدخين في الأماكن العامة، كما تنتهج الحكومة العديد من الاجراءات والسياسات للحد من ظاهرة التدخين، الذي يتسبب بوفاة 5 ملايين مدخن سنويا في العالم حيث يعاقب قانون الصحة العامة الأردني، بالحبس لمدة 6 أشهر، أو بغرامة 3 آلاف دينار، لمن يبيع السجائر الإلكترونية.

الى ذلك حاولت "سما الاردن" التواصل مع مؤسسة المواصفات والمقاييس لمعرفة المواصفات التي تخضع لها شحنات هذه السجائر وكيف يتم السماح ببيعها في الاردن لكن دون رد، من جهة اخرى اكدت مصادر مطلعة ان هذا النوع من السجائر رفض مدير المواصفات والمقاييس السابق حيدر الزبن ادخاله الى الاردن الا انه بعد اقالته سمح له بالعبور والتداول والبيع.

ولتأكيد على ذلك تداولت مصادر صحفية وقتها قرار يحمل منع وزارة الصحة، بالتعاون مع مؤسسة المواصفات والمقاييس، دخول شحنة "نراجيل إلكترونية" إلى المملكة، فيما شددت على أنها "لن تسمح" باستيرادها، كونها تشكل خطراً على صحة المدخن لاحتوائها على مادة سامة تؤدي إلى تلف الرئة وخلايا الدماغ.

وطالبت الوزارة الجهات المعنية كافة بـ"عدم" السماح بدخول هذا المنتج إلى المملكة.

من ناحية دينية قالت دائرة الإفتاء العام، إن استخدام السيجارة الإلكترونية، حرام شرعا.

وأجابت الدائرة بفتوى على سؤال، حول الأرجيلة، والسيجارة الإلكترونية، حيث أوضحت الدائرة إن استخدام الاثنتين حرام شرعا.

 وتاليا نص الفتوى:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

الأرجيلة والسيجارة الإلكترونية من الوسائل التي يروج لها كبدائل عن الأرجيلة والسيجارة التقليدية، وتحتوي الأرجيلة والسيجارة الإلكترونية على الكثير من المواد السامة التي تضر بمتعاطيها؛ والله عز وجل يقول: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} الأعراف/157، ولا شك أن المضر من الخبائث.

وفي النهاية نطرح من هنا سؤال هام على الحكومة بأنها "هل تنوي القضاء على الشباب"؟ ونوجه رسالة الى نواب المجلس الذي يمثلنا بضرورة توجيه أسئلة للحكومة لمعرفة من هو مطيع "الالكتروني" قبل فوات الآوان.

 

تعليقات القراء

تعليقات القراء