مختصون: للعلاج الطبيعي دور في التخفيف من الآلام المزمنة

مختصون: للعلاج الطبيعي دور في التخفيف من الآلام المزمنة
2019-09-09
إسراء زيادنة

سما الاردن | يعدّ العلاج الطبيعي من المهن الصحية غير الدوائية وغير الجراحية التي تستخدم الوسائل اليدوية والطبيعية لعلاج المرضى وتحسين جودة حياتهم، ويستخدم أخصائيو العلاج الطبيعي طرقاً علاجية متعددة لعلاج المشاكل التي تصيب أجهزة جسم الإنسان المختلفة مثل العلاج اليدوي والتمارين العلاجية والحرارة والتحفيز الحراري والموجات فوق الصوتية.

ويحتفل العالم في الثامن من أيلول من كل عام باليوم العالمي للعلاج الطبيعي أو للمعالجة الفيزيائية، وتحمل احتفالية هذا العام شعار "دور العلاج الطبيعي مع الألم المزمن".

وتقول رئيسة جمعية العلاج الطبيعي الأردنية ورئيسة قسم العلاج الطبيعي في الجامعة الأردنية الدكتورة عالية الغويري إن منظمة الصحة العالمية أوضحت دور أخصائي العلاج الطبيعي بتعريفها الأخير لممارسي المهن الصحية بأنه "الذي يُقيم حالة المريض ويضع الخطة العلاجية ويطبق البرامج التأهيلية المناسبة التي تحسّن من حالة المريض أو تعيد الوظائف الحركية له، وتعالج التحديات الحركية المرتبطة بالإصابات المختلفة".

وبين الأستاذ المساعد في قسم العلاج الطبيعي بجامعة الإسراء الدكتور محمد العتوم أن "دور العلاج الطبيعي مع الألم المزمن" هو شعار هذا العام، مؤكداً أن للعلاج الطبيعي وتقنياته المتعددة القدرة على التخفيف والعلاج من الآلام المزمنة، حيث أظهرت آخر الدراسات والتوصيات الطبية أن هناك دورا فعالا للعلاج الطبيعي كتقنيات العلاج اليدوي والتمارين العلاجية والتحفيز الحسي الكهربائي والمستويات الجيدة من النشاط البدني.

وأضاف: أظهرت هذه التقنيات نتائج جيدة في علاج الألم وما ينتج عنه من اعتلالات وانخفاض مستوى جودة الحياة والنشاطات اليومية في مجموعات مختلفة من الناس الذين يعانون من الآلام المزمنة إثر إصابات الظهر والرقبة والديسك واعتلالات الأعصاب والإصابات الرياضية والعديد من الإصابات العصبية مثل الجلطات الدماغية والتصلب اللويحي المتعدد.

وأوضح أن الألم المزمن يُعرف بأنه الألم الذي يستمر أو يتكرر لفترة تتجاوز فترة الشفاء الطبيعية، أو تمتد لفترة من 3- 6 اشهر ويقدر انتشار الألم المزمن بنسبة تقدر بحوالي 20 بالمئة.

وأشارت الأستاذ المشارك في قسم العلاج الطبيعي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتورة حنان خليل إلى أن العلاج الطبيعي لا يقتصر على تقديم التداخلات العلاجية، بل يشمل أيضاً التعليم والتثقيف للمرضى والدور الوقائي. كما ويركز غالباً على مشاكل الحركة والقوام وما ينتج عنه من الآلام ومحدودية في الحركة وبالتالي إلى مستويات مختلفة من الإعاقة وعدم الاستقلالية.

ويقول أبو محمد شديفات، وهو أحد المرضى الذين خضعوا لخدمات العلاج الطبيعي في الأردن، إنه كان يعاني من ألم في أسفل الظهر استمر لسنوات عدة وفي جلسة التقييم التي اشتملت على التقييم التفصيلي للجهة التي تزيد من ألم الظهر لديه حدد أخصائي العلاج الطبيعي الطريقة الأمثل للتعامل مع الأعراض التي يعاني منها والتي تؤثر سلبا على نشاطاته اليومية ومن ثم تم البدء بتطبيق العلاج الطبيعي الذي اشتمل على العلاج الكهربائي وتمارين الاستطالة وتمارين تقوية عضلات الجذع والعلاج اليدوي لزيادة المدى الحركي من دون آلام.

وأضاف: وبعد عدد من جلسات العلاج الطبيعي والالتزام بالتمارين في البيت زاد المدى الحركي بدون ألم وتحسنت قدرته على المشي، حيث أصبح يذهب للمسجد مشيا ودون مساعدة من أحد.

وأجاب مراد محمد، الذي كان يعاني من التهاب في أوتار الكتف ومحدودية كبير في حركة المفصل مع آلام شديدة والتي انعكست عليه سلبا من النواحي النفسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث أثرت على أدائه في العمل ومع العائلة، أنه راجع أخصائي العلاج الطبيعي الذي قيّم وضع المفصل لديه وقام باستخدام الكمادات الباردة وتقوية لعضلات الكتف وتمارين لتحسين المدى الحركي للمفصل واستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية وتمارين التناسق العضلي الحركي وتمارين لتحسين الحس العميق في المفصل.

وذكر أنه بعد جلسات العلاج الطبيعي شعر بالراحة لتحقيق أهدافه من العلاج، حيث عاد المفصل للحركة بشكل طبيعي وعاد للعب مع أطفاله بفرح كما عاد مستواه بالعمل إلى ما قبل الإصابة.

وذكرت والدة الطفلة أنسام أحمد، التي تعاني من شلل دماغي تشنجي سفلي والتي حاولت دمج طفلتها في المدرسة لكن دون جدوى وقد أثر جلوس أنسام في البيت عليها نفسيا، أنها توجهت إلى العلاج الطبيعي لتحسين الوضع الحركي لطفلتها لإعادة دمجها في المدرسة وخلال شهر من جلسات العلاج الطبيعي المكثفة استطاعت الطفلة أنسام المشي باستخدام جهاز المشي (ووكر)، حيث أعاد لها الأمل في العودة للالتحاق بزميلاتها في المدرسة وقد عادت فعلا وانعكس بشكل ايجابي على نفسيتها والتعامل مع أخوتها وقد ساعد العلاج الطبيعي على تطور قدراتها الحركية وعزز استمرارها في الحركة للوصول إلى الأماكن التي تريد الوصول إليها.

وحول التحديات التي تواجه تخصص العلاج الطبيعي في الأردن، قالت الغويري، إنه يعاني من قلة الوعي بأهميته وماهيته والأشخاص المؤهلين للقيام به، وممن يمارسون المهنة بشكل غير قانوني ويدّعون بقدرتهم على العلاج الطبيعي دون الحصول على درجة علمية أو مزاولة مهنة من وزارة الصحة.

وبينت أن أحد أسباب زيادة عدد ممارسي المهنة بشكل غير قانوني، هو قيام أكاديميات ومراكز تدريبية بعقد دورات في العلاج الطبيعي لغير الناجحين في الثانوية العامة، والتغرير بالمتدرب وذلك بوعده بالحصول على رخصة مزاولة مهنة وغيرها من الوعود من تأمين "فيزا" عمل وسفر للمتدربين إلى الخارج.

يشار إلى أن خدمات العلاج الطبيعي في الأردن تقدم من خلال المستشفيات ومراكز العلاج الطبيعي والتأهيل والعديد من المنشآت الحكومية وغيرها.

ويُدرس بكالوريوس العلاج الطبيعي في عدة جامعات حكومية وخاصة منذ عام 1999، ويُظهر المعالجون الطبيعيون مستويات علمية واحترافية متميزة متسلحين بمستوى علمي متميز ومواكبة لآخر المستجدات والتطورات العالمية على الصعيد العملي والعلمي.

--(بترا)

تعليقات القراء

تعليقات القراء