مباراة قطر والإمارات تعمق الأزمة الخليجية .. رشاوى وهتافات «استفزازية»

مباراة قطر والإمارات تعمق الأزمة الخليجية .. رشاوى وهتافات «استفزازية»
2019-01-28
ز.ل

حصري سما الاردن | حصل ما لم يتوقعه أحد في منافسات كأس آسيا، الامارات ينتصر على استراليا ليلتقي قطر في نصف النهائي.

المباراة المترقبة لا ينتظرها محبوا المستديرة فقط، بل السياسيون في حالة من الدهشة والترقب آملين ألا يحصل ما لا يحمد عقباه، سيما وان الامارات باعتبارها المستضيف للبطولة دعت على استحياء قطر للمشاركة، ليس حبا بل خوفا من سحب البطوله منها اذا ما دعت قطر، تماما كما حصل مع ماليزيا.

تجدد الأزمة بدأ عندما استثمرت الامارات ميزة استضافتها لبطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم، فمنحت مشجعيها تذاكر مجانية، وفقا لما نشر على  الحساب الإلكتروني الرسمي لمجلس أبو ظبي الرياضي على موقع التواصل (تويتر) قائلا: إن المجلس اشترى التذاكر المتبقية للمباراة التي ستجري في ملعب محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وسيقوم بتوزيعها على الجماهير قبل اللقاء، وذلك من خلال بطاقات الهوية الشخصية.

في السياق، برزت هاشتاقات تتداول، مقطع فيديو يظهر جماهير الإمارات وهي تطلق هتافات «استفزازية» قرب الفندق الذي يمكث فيه الفريق القطري، وبدا لافتاً استخدام تلك الجماهير مكبرات صوت لإزعاج البعثة القطرية وتوتير الأجواء قبل المباراة، فضلاً عن الصفارات والتصفيقات والأهازيج، يعتقد أن أغلبها عبر ما يسمى بالذباب الالكتروني.

وفي تقرير أعده ريتشارد سبنسر في التايمز البريطانية ترجمته "سما الأردن" المح فيه أن شراء التذاكر جاء ايضا لحرمان الجماهير العمانية من حضور المباراه قائلا: "لاحظت الإمارات وجود حفنة من العمانيين الذين لا يرتاحون لهم في الجانب الداعم لقطر ولهذا تريد حرمانهم من البطاقات".

إلى ذلك، كشف تسريب صوتي بثته قناة «الفرات» العراقية، حصول إعلاميين رياضيين عراقيين على مبلغ ربع مليون دولار من الإمارات، أثناء تغطيتهم لكأس آسيا 2019. ونشر برنامج «كورة» الرياضي، الذي يبث من قناة «الفرات» العراقية، تسجيلا صوتيا يفضح استلام 97 إعلامياً عراقيا رشوة مالية.
إذا ليس العرب وحدهم يترقبون المباراه، بل تلفظ بريطانيا انفاسها تخوفا من المزيد من شق الصف الخليجي، فيعيش الامارات من جانب وعمان وقطر من جانب آخر حالة من العداء المستحكم: فجميعهم أثرياء وعلى علاقة قوية مع الجيش البريطاني.

ويقول الكاتب ريتشارد سبنسر ان خلافات كهذه قد تكون تافهة إلا أنها جعلت الدبلوماسيين البريطانيين في حالة من الدهشة لدرجة أنهم يريدون تمزيق شعر رؤوسهم. خاصة أن دول الخليج تمثل لبريطانيا في مرحلة ما بعد البريكسيت شريان الحياة. وتعد الإمارات رابع دولة لسوق الصادرات والخدمات البريطانية خارج الإتحاد الأوروبي وتظهر عمان وقطر والسعودية في قائمة الدول العشرين التي تعد وجهة الصادرات والعلاقات التجارية البريطانية. ويقول الكاتب إن منع البضائع من جبل علي في دبي والمتجهة نحو قطر يترك آثاره السلبية على اقتصاد الإمارات العربية المتحدة. ويتحدث سبنسر عن سبب الأزمة الحالية ما تتهم دول الحصار به قطر من دعم الإسلام السياسي وعلاقتها القريبة مع إيران (وهو ملمح تشترك به مع عمان).

القضية الآن تتمثل بالرد القطري والعماني على الاستفزاز بالهتافات أولا وشراء التذاكر ثانيا، إلا ان قطر في مرحلة الحصار ابدت حلما غير معهودا، فهل تمضي بطولة كأس آسيا على خير.

تعليقات القراء

تعليقات القراء