ماذا يعني فوز مأدبا بلقب عاصمة السياحة العربية 2022؟

ماذا يعني فوز مأدبا بلقب عاصمة السياحة العربية 2022؟
2021-09-13
ن.ب

سما الاردن | أعلنت وزارة السياحة والآثار عن فوز مدينة مأدبا بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022، بعد تحقيقها للمعايير والشروط المرجعية كافة التي أعدتها المنظمة العربية للسياحة.

وتشتهر مأدبا التي تقع على بعد 30 كم من العاصمة عمّان بالفسيفساء البيزنطية والأموية، وتضم خارطة فسيفساء تعود إلى القرن السادس، وتشمل القدس والأراضي المقدسة، كما تزخر الخارطة بكم هائل من الأحجار المحلية ذات الألوان المشرقة، وتعرض رسوماً للتلال، والأودية، والقرى، والمدن التي تصل إلى دلتا النيل.

وتقع في موازاة طريق الملوك الذي يزيد عمره عن 5000 سنة، وهي أحد الأماكن الأبرز في الأرض المقدسة التي تنطبع في ذاكرة الزائرين، ويطلق عليها اسم مدينة الفسيفساء.

وتغطي خارطة الفسيفساء في مادبا أرض كنيسة القديس جورج للروم الأورثوذكس الكائنة شمال غرب وسط المدينة. بُنيت الكنيسة عام 1896 م على أنقاض كنيسة بيزنطية قديمة جداً من القرن السادس.

وزيرة السياحة والآثار السابقة مجد شويكة، عبرت في حديث لـ عمون عن فخرها وإعتزازها بفوز مدينة مأدبا بلقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022، معتبرة اللقب إنجاز للسياحة الأردنية وفي ذات الوقت مسؤولية تقع على عاتق الجميع لإنجاح المشروع والإستفادة منه في تنشيط الحركة السياحية في مأدبا بشكل خاص والاردن بشكل عام.

وقالت شويكة لـ عمون إن اللقب فرصة لجذب المشاريع الاستثمارية الرائدة في مختلف المجالات واستثمار الموارد الطبيعية والثقافية والدينية الفريدة للمدينة وزيادة فرص العمل والتقليل من البطالة من خلال تشغيل أبناء المجتمع المحلي خاصة ونحن نتجه الى ما يسمى بسياحة التعافي ما بعد جائحة كورونا وفتح السفر أمام حركة الطيران والبر والبحر.

وأضافت شويكة الإثنين، أنه يجب الحفاظ على المكتسبات التي حققتها السياحة الأردنية من خلال إيجاد الحكومة والمسؤولين لورقة أو برنامج عمل يتصف بالشمولية والتشاركية مع جميع الاطراف وضمن اجراءات واضحة لإنجاح ملف فوز مأدبا بهذا اللقب بصفة خاصة واستغلال الملف بالطريقة المثلى من خلال وسائل الإعلام وشركات السياحة والسفر والجهات المعنية للترويج للسياحة والمعالم الأردنية لتعود بالفائدة المادية وخدمة المجتمع المحلي.

وأكدت، أن هذا اللقب هو البداية الذي يحتم علينا استغلال المواقع التاريخية او الدينية او العلاجية من خلال اطلاق برامج تحافظ على هذا التراث والثروة السياحية وتحفيز القطاع، الى جانب تعزيز وتطوير مشاريع استثمارية لإيجاد بنية تحتية تساعد في تطبيق الرؤية المستقبلية لإنعاش القطاع السياحي الأردني.

رئيس اللجنة المؤقتة لجمعية الأدلاء السياحيين أسامة العتوم، قال إن ما يوجد في مأدبا من ثروات حضارية وتاريخية وسياحية هو جزء مصغر من باقي المكتسبات الكبيرة التي أنعم الله بها على الأردن بشكل عام، مشيرا الى وجود مواقع سياحية وتاريخية كثيرة في المملكة، وجميعها تحتاج الى إظهارها وتسليط الضوء عليها ودعمها لتخرج الى خارطة السياحة المحلية والعربية والدولية.

ودعا العتوم الجميع إلى دعم ملف "مأدبا عاصمة للسياحة العربية 2022" والإستفادة من هذا الانجاز لينعكس على الإقتصاد السياحي الوطني.

وشارك سعادته بهذا الانجاز كل العاملين في قطاع السياحة معتبره إنجاز وطني يفخر به الجميع، مشيرا إلى أن مدينة مأدبا "عاصمة الفسيفساء" تستحق هذا اللقب لما لها من خصوصية فريدة وطابع تراثي وتاريخي مميز، حيث تحتوي أهم الوثائق من العصور القديمة مثل "كنيسة الخارطة" التي تضم مصادر معلومات تاريخية نادرة جدا ولا تقدر بثمن حول مكان تعميد سيدنا المسيح عليه السلام.

الدليل السياحي المختص باللغة الانجليزية سامر مسمار هنأ الأردن وأهالي مدينة مأدبا بهذا الإنجاز الكبير، مؤكدا أن مأدبا تستحق هذا اللقب بجدارة لأهمية هذه المدينة الفسيفسائية الضاربة بعمق التاريخ، حيث أسسها المؤابيون عام 1300 قبل الميلاد وتعاقبت عليها حضارات عديدة حتى وصلت الى العهد البيزنطي الذي يشكل بوصلة العهد المسيحي.

وقال مسمار إن مأدبا تضم العديد من الكنائس البيزنطية واشهرها كنيسة القديس جورجيوس التي يعود بناءها إلى العام 60 منتصف القرن السادس الميلادي والتي تحتوي على أقدم الخرائط للأرض المقدسة وهي مصنوعة من الفسيفساء الملونة.

وأشار إلى أنه لا يوجد منطقة جغرافية في العالم تضم هذا العدد من الكنائس والخرائط الفسيفسائية التي تفسر وتوضح لنا حقبات تاريخية قديمة، بالإضافة الى أنه يوجد على اطراف المدينة موقع المغطس وهو مكان تعميد السيد المسيح عليه السلام وجبل نيبو الذي يختص برحلة سيدنا موسى عليه السلام ومدينة مكاور ومنطقة أم الرصاص وغيرها من المواقع التاريخية والسياحية العريقة والمهمة.

وتابع مسمار، أن هذا الإنجاز سبقه مؤخرا إعلان مدينة السلط على قائمة التراث العالمي وهذا مؤشر ايجابي ومشجع للاقتصاد والسياحة الاردنية التي ترفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة وتشغل الآلاف من شباب الوطن بالإضافة الى الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

ودعا الجهات المختصة ممثلة بوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة بالدعم والترويج الأمثل لمأدبا وغيرها من المدن والمواقع الأثرية والسياحية على إتساع رقعة المملكة الأردنية الهاشمية.

أما الخبير في القطاع السياحي علي مساعدة، أشاد بحصول مدينة مأدبا على لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022، مشيرا الى أن هذا اللقب هو دفعة ايجابية قوية للسياحة الأردنية التي بدأت بخطوات التعافي كغيرها من البلدان.

وأكد مساعدة أن هذا الإنجاز يحسب لجميع القائمين والمقدمين لملف منافسة مأدبا مع مدن عربية أخرى كثيرة وعلى رأسهم وزير السياحة الحالي نايف الفايز.

ويذكر أن إختيار إحدى المدن العربية كعاصمة للسياحة العربية، يأتي لتشجيع حركة السياحة العربية البينية مع إبراز الخصوصية والعادات والتقاليد المميزة لكل مدينة، وإبراز القيمة السياحية لكل مدينة يتم إختيارها ودورها في دعم صناعة السياحة العربية والتواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى، بالإضافة الى معايير وأسس الاختيار التي ينبغي أن تتوفر في المدينة، والتي تشتمل على الادارة السياحية والبنية التحتية للسياحة والموارد السياحية وتنوع الانماط والانشطة السياحية والحفاظ على البيئة وحمايتها والاستجابة للمستجدات السياحية والنتائج المرجوة من السياحة بالمدينة والسلامة والأمن والاستقرار السياحي والسلامة الصحية.

وقال وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز في بيان اليوم الاثنين، إن اختيار مأدبا عاصمة السياحة العربية 2022، سيسهم في تنشيط الحركة السياحية بالمدينة خاصة والاردن بشكل عام، اضافة الى جذب المشاريع الاستثمارية الرائدة في مختلف المجالات واستثمار الموارد الطبيعية والثقافية والدينية الفريدة للمدينة وزيادة فرص العمل والتقليل من البطالة.

تعليقات القراء

تعليقات القراء