لمن نكتب ,,,!!!!

العديد من رسائل العتاب تصلنا من الاصدقاء والزملاء بسبب ابتعادنا عن الكتابة وندرة الخروج بقراءات تحليليه للشأن المحلي والدولي سواء من الناحية السياسية
2018-09-04
خليل النظامي

العديد من رسائل العتاب تصلنا من الاصدقاء والزملاء بسبب ابتعادنا عن الكتابة وندرة الخروج بقراءات تحليليه للشأن المحلي والدولي سواء من الناحية السياسية او الامنية او الاقتصادية وحتى الاجتماعية, وإقتصار مخرجاتنا على كلاشيهات نقوم بطرحها بشكل مختصر عبر صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي.

على الصعيد الشخصي سأبوح لكم بأحد اسراري في طريقة تعبيري عن فكرة تجول في الخاطر او ظاهرة نود تعزيزها او انتقادها حيث تتمثل طريقتي في بحثي عن ركن الواقع الحقيقي لهذه الفكرة والعيش في مضمونها ايام وايام لاكتساب واستخراج كافة العناصر وتكوين محتوى حقيقي من واقعها لأقوم بسرده بطريقة اقرب لما يتعطش الجمهور لسماعة ومن ثم عكسها على الوجهة التي أرغب بلفت انتباهها لهذه الظاهرة او الفكرة لإصلاح او لتعزيز.

ولأكون صادقا هذا السر هو امتداد لأحد الكتاب المشهورين على مستوى العالم والذي احدثت كتاباته ثورات اجتماعية وسياسية واقتصادية في مصر وفي باقي دول العالم وهو "وحيد حامد", ومثلي كثر وأفضل بكثير فأنا ما زلت تلميذا في هذا الشأن كما هم غيري ممن يمتهنون الكتابة, ولكن يبقى السؤال يراود النفس لممن نكتب ولماذا نكتب ؟

أنا ومن مثلي ممن خلقوا في بيئة بسيطة ليس لها نفوذ سياسي او استثماري خرجنا من رحم المعاناة, عادة ما نبحث عن الظلم والاضطهاد والمعاناة والفقر والجوع والبطالة لنكتب عنها ونصف نتائجها على ابناءنا في محاولات للفت انتباه اصحاب القرار والمطبخ السياسي الاول في الدولة لهذه الفئات, ليقوموا بدورهم الوظيفي والإنساني تجاه الفئات التي نكتب عنها وعلاج واحتواء من هم بحاجة للحاجة, ولكن دوما ما نواجه بردود افعال من بعض النخب السياسية وصناع القرار مضمونها سلوكيات تأخذ طابع تقديم المنافع الشخصية او توجيه رسائل تهديد للإبتعاد عن هذا النوع من الاضاءات لأنها تكشف حقيقة فشل مهامهم التي نصبوا لتنفيذها ضمن توجيهات المطبخ الاول في نظام الدولة.

ومرة تلو المرة يصاب غالبيتنا بالإحباط وربما يتأذى البعض ممن قاموا بعمل اضاءات على مواضيع حساسة جدا, والبعض الاخر يقع تحت سطوة الاغراءات الدنيويه ويفضلها على مبادئة وقيمة وميثاق الشرف المهني والواجب الوطني, وآخرون ابتعدوا عن هذا النهج في الكتابة تماما واصابتهم حاله من الاستياء والعزلة والانصراف لأمور اخرى قد يجدون فيها نتائج لأعمالهم على ارض الواقع وهذا بالعادة الذي يعطينا الامل للاستمرار وتطوير ما لدينا من مهارات لتكون مخرجاتنا اكثر اقناعا للسادة.

ما اود قوله أن اقلامنا استنزفت وجفت, وشاخت ولم يعد بمقدروها التمرد, فقد عانت الكثير وواجهت كافة اشكال العواصف والاعاصير بكل شجاعة, وكانت معاركها نزيهة ومبنية على اعادة الحقوق لأصحابها ورفع الظلم عن المظلومين, وقطع يد السارق لانتاج المساكين, وكبح جماح كل متجبر, وقتل كل غرور, وتفتيت كل جدران الجهل, وتعرية كل جاحد بحق أهله.

ومبررنا الوحيد أن ما نعيشه اليوم ليس كما كان بالأمس, حيث الامس كنتم الزاد والزوادة لتلك الاقلام لتستمر وتعطي المزيد عندما كنتم أمة تقرأ وتفهم ما تقرأ وتتعاطى بشكل حقيقي مع ما كنا نسرد لهم من حقائق, اما اليوم فأنتم أمة لا تقرأ ولا تريد أن تقرأ وحتى إن قرأت فلن تقرأ بحق لأنها لم تعد تثق بالكلمة عندما تخط بسبب قوننة غالبية الاقلام في الباطن, وشراء البعض منها من قبل اصحاب النفوذ والمستثمرين والسياسيين, وهذا ما جعل جماهيرنا في تفتت وانقسام وضعفت ولم نعد نعرف من نخاطب ولمن نكتب,,,,,!!!

تعليقات القراء

تعليقات القراء