“لجنة الأوبئة” .. تأثير كبير على مجريات الحياة يضعها في المواجهة

“لجنة الأوبئة” .. تأثير كبير على مجريات الحياة يضعها في المواجهة
2020-09-27
ن.ب

سما الاردن | كشفت جائحة فيروس كورونا المستجد، عن فاعلية توصيات اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، في توجيه دفة المجتمع والاقتصاد والصحة، وفق رؤيتها لتفشي الفيروس، وذلك جراء الحاجة إلى معرفة علمية واضحة ودقيقة بمسار الفيروس، وبؤر تفشيه، وقوة انتشاره.

فاللجنة التي تشكلت منذ أكثر من 20 عاما، لم تكن ذات تأثير كبير، برغم مرور أزمات وبائية في الأردن منها فيروسات: السارس وانفلونزا الطيور والخنازير، لكن مع جائحة كورونا، بدا تأثير اللجنة مختلفا، بعد أن أصبح يمس مختلف جوانب الحياة.

فُعلت اللجنة بعد ظهور كورونا في الصين نهاية العام الماضي، وقد كان لوزير الصحة الدكتور سعد جابر، دور كبير في جعلها بالواجهة، إذ استكملت استعداداتها لتحقق تأثيرا مجتمعيا وصحيا بالغا، منذ الجولة الاولى للفيروس.

ونجم عن تلك التأثيرات، قرارات حكومية مشددة، للحفاظ على الصحة العامة، ما جعلها كلجنة وأعضاء، يتعرضون لانتقادات الرأي المحلي، ولم يقتصر الامر على توجيه النقد لقراراتها، بل هوجمت بعض قراراتها وأعضائها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام.

وتمحور النقد، في أن اللجنة بدت مختلفة بعد الموجة الاولى لتفشي الفيروس، اذ اتخذ أداؤها مسارا اكثر تساهلا، ما يتسبب بالقلق على واقع الحياة والصحة العامة.

وكشف ان نقد اللجنة وبعض اعضائها، تضمن أنها كانت تابعا للسياسات الحكومية في معالجة الحد من انتشار المرض، وتعرضت لضغوطات، بسبب ما وضع الاقتصاد المحلي جراء الاغلاقات التي جرت لقطاعاته، ووجود أعضاء لا خبرة لهم في الأوبئة فيها.

عضو اللجنة وناطقها الرسمي، الدكتور نذير عبيدات، بين ان اللجنة تضم خبراء أوبئة وفيروسات وأمراض معدية وصحة عامة، بالإضافة للمواقع الإدارية، كأمين عام وزارة الصحة ومساعده لشؤون الرعاية الصحية الأولية ومدير الأمراض السارية.

واعتبر عبيدات أن خبرات أعضاء اللجنة كبيرة؛ بعضها ادخل حديثا إليها وآخرون تدرجوا في مناصبهم داخلها وهكذا، مشيرا الى وجود عضوين متخصصين في الصحة العامة (الوبائيات) و3 في الامراض المعدية، وخبير سابق في الفيروسات، وآخرون في الامراض الصدرية والتنفسية وما يتعلق بكورونا.

ولفت إلى أن اللجنة، كغيرها من اللجان، أعضاؤها متنوعو الآراء، ففيها متشددون وآخرون يتعاملون مع الواقع بسهولة ويسر، ويتخلل اجتماعاتها نقاشات ساخنة قبيل وضع التوصيات المناسبة؛ وتشكل خلال هذه الفترة لدى أعضائها خبرات في بعض الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأكد أن الجوانب البعيدة عن الأوبئة والفيروسات، تدفع بأعضاء اللجنة لاستشارة خبراء فيها، بخاصة في الاقتصاد والسياسة والقرارات الحكومية، ليتمكنوا من اتخاذ التوصيات المناسبة.

وبين عبيدات ان توصيات اللجنة تعتمد على ثلاثة محاور رئيسة هي: الوضع الوبائي؛ ثم تأثير القطاعات على الوضع، كالتعليم، وصالات الافراح، والمقاهي والمطاعم، ودورها في انتشار الفيروس، وأخيرا التأثير الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والديني.

واوضح ان انتشار الفيروس مجتمعيا، بدأ قبل الثاني عشر من الشهر الحالي، وقد اعلنت عنه اللجنة بصراحة، معتبرا بان فتح المطار مثلا، لا يؤثر حاليا على زيادة معدل الإصابات، ما يدعو لعدم إغلاق الأجواء والمطارات.

واشار الى معدلات الاصابة سابقا كانت في حدود الـ10 إصابات خارجية وواحدة محلية، اما الآن، فالمحلية وصلت الى 300 وحالتين خارجيتين، ويرتفع الرقم او يهبط وفق مسار الفيروس، وما يتخذ من احتياطات للحد من انتشاره.

وفي هذا النطاق، أكد عبيدات ألا تأثير كبيرا على فتح المطار، والفائدة منه اكثر من ضرره، مشددا على ان الضرر ليس من الخارج الآن.

وبرغم ما أشار إليه عبيدات؛ لكن قرارات اللجنة؛ بدت اقل تشددا حاليا، وفقا لمسؤول صحي سابق؛ قال ان “الضغوط الحكومية على اللجنة مراعاة للأوضاع الاقتصادية، جعلتها تحيد عن إجراءاتها وبروتوكولاتها في التصدي للفيروس.
واوضح ان كسر حلقة الفيروس وتسطيح المنحنى الوبائي، لا ينجحان من دون حظر شامل لأكثر من أسبوع، حتى يسيطر على البؤر المنتشرة في المحافظات، وعزل المدن عن بعضها.

بيد أن عبيدات قال؛ ان اللجنة الآن اقل تشددا، وتدرس الاوضاع الوبائية والصحية والواقع الاقتصادي، ولا يمكن العودة للحظر الشامل الذي ترك آثارا صعبة على الاقتصاد والمواطنين.

واعتبر المسؤول السابق؛ ان فقدان السيطرة على الفيروس، قد يلقي بآثار سيئة على مختلف القطاعات، وان العودة لاجراءات الموجة الاولى، كان اكثر امانا ودقة، مشيرا الى ان الحكومة عادت، واغلقت مختلف القطاعات، وربما ستلجأ لمزيد منها لحصر الوباء.

وفي رده على ذلك، قال عبيدات ان القطاعات غير المنتجة والاكثر سببا في انتشار المرض مثل: دور السينما وصالات الافراح وبيوت العزاء ودور العبادة، علق عملها، وسينظر في قطاعات اخرى غير منتجة، وتسبب انتشارا للفيروس، غير ان علينا الآن التفكير بالاقتصاد، ورصد مشاكل الناس وتلافيها أو حلها.

المصدر: الغد

تعليقات القراء

تعليقات القراء