كي الثدي جريمة تحمي الفتيات من "الاغتصاب"

كي الثدي جريمة تحمي الفتيات من "الاغتصاب"
2019-01-26
حنين العبداللات

خاص سما الاردن | بينت العديد من الدراسات أن نسبة كبيرة من عمليات كي الثدي قامت بها أًمهات لبناتهن المُراهقات وذلك قصد حمايتهن من التحرش الجنسي أو الاغتصاب أو حتى لمنعهن من الحمل المُبكر والذي من شأنه تشويه وتدمير شرف وسمعة العائلة.

 كما أشارت نفس الدراسات إلى أن هناك من الأمهات من قامت بذلك من أجل السماح لفتاتها بمواصلة التعليم والدراسة بدلا من أن تضطر إلى الزواج المبكر خاصة لو بلغت بسُرعة وفي سن صغير.

عملية كي الثدي لم تعد مُنتشرة بكثرة كما كانت من قبل، لكنها لا زالت تعرف انتشارا واسعا في أجزاء من دولة الكاميرون؛ وذلك بسبب الاعتقاد السائد هناك والذي يُفيد بأن كبر وبروز ثديي الفتاة دليل على استعدادها و"رغبتها" في ممارسة الجنس، لذلك تقوم بعض الأمهات "غصبا" عنها لحمايتها.

وكانت بعض التقارير قد أشارت إلى أن هذه الظاهرة لم تكن وليدة اللحظة بل عانت الفتيات في بريطانيا  منها في وقت سابق.

 هذا وتجدر الإشارة إلى أن الأدوات الأكثر استخداما عند القيام بهذه العملية هي المدقة والتي عادة ما تكون خشبية، لكن هذا لا ينفي استخدام أدوات أخرى من قبيل جوز الهند الذي يتميز بصلابته، وكذلك الملاعق مثلا حيث يتم تسخينها على قنينة الغاز أو فوق الفحم ثم وضعها على الثدي لمنعه من البروز.

اتبعت والدة الطفلة غريس تشامي في الكاميرون طريقة غريبة لحمايتها من الاغتصاب، فعندما بدأت علامات البلوغ تظهر على ابنتها في سن التاسعة، قامت بكيّ ثدي ابنتها بحجر ساخن لإبقائه مسطحا بهدف طمس معالم الأنوثة لديها، وذلك لحمايتها من الاغتصاب على أيدي مقاتلي تنظيم "بوكو حرام".

وكان تقرير الخارجية الأميركية عن حقوق الإنسان في الكاميرون عام 2014، قد ربط "كي الثدي" بعادة ختان الإناث، وقال إن له أثاراً جسدية ونفسية ضارة منها الألم والدمامل والجروح البدنية والنفسية.

وتقول الأمم المتحدة إن "كي الثدي" يحدث لـ3.8 مليون امرأة حول العالم، بينما اعتبر تقرير حقوق الإنسان هذه الممارسة "نادرة" جداً لكن وسائل إعلام محلية في الكاميرون ذكرت أن ما يصل إلى 50% من الفتيات يخضعن لعملية "كي الثدي" بشكل يومي ولمدة تزيد عن الثلاثة أشهر، أما بنات العائلات الثرية فيرتدين حزمة عريضة تضغط على الثدي وتمنع نموه.

وتم رصد ممارسة هذا التقليد في كل من نيجيريا وتوغو وجمهورية غينيا وكوت ديفوار وجنوب أفريقيا.

واعتبر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن "كي الثدي" يمثّل إحدى الجرائم الخمس التي لا يتم الإبلاغ عنها فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة.

العواقب الصحية:

عملية كي الثدي مُؤلمة للغاية، بل يُمكن أن تُسبب ضررا في الانسجة، لكن لم تكن هناك أي دراسات طبية على آثاره؛ ومع ذلك فالخبراء في مجال الطب يُحذرون من أن هذه "العملية" قد تُساهم في سرطان الثدي.

 وحتى الاكتئاب وربما تتداخل مع الرضاعة الطبيعية في وقت لاحق.

 أما الآثار الجانبية المُحتملة الأخرى فقد ذُكرت من قبل GIZ وهي تشمل التهابات حادة في الثدي، تشكيل الخراجات، إتلاف الثدي وعجزه عن القيام بوظيفته الأساسية وحتى الثانوية، أما استعمال أدوات حادة أو ساخنة عن اللزوم أو شيء من هذا القبيل فقد يُؤثر بشكل كبير على الثدي كما قد يسحق إحدى الغدد المتواجدة فيه، بالإضافة إلى عواقب صحية ونفسية أخرى.

 

تعليقات القراء

تعليقات القراء