كل الحق على مطلق

سما الاردن | أخطأ من حمّل المواطن الأردني (مطلق)، الذي يعمل حارساً على مقام سيدنا هارون بمدينة البترا، مسؤولية إدخال المستوطنين الصهاينة للمقام، والسماح لهم بتأدية شعائر تلمودية، وكان يتوجب تحميله أيضاً، مسؤولية دخولهم البلاد عبر حدودنا الغربية، بل وتحميله مسؤولية توقيع معاهدة وادي عربة برمتها، التي سمحت لعدونا استباحة ديارنا.

كان على الحكومة أيضاً تحميل مطلق مسؤولية تصوير فيلم الجن، ومسؤولية جميع العفاريت التي تنطنط أمام وجوهنا البائسة، وجيوبنا المفلسة، ليل نهار.. فكيف غفلت يا مطلق عن منع تصوير وتسجيل مشاهد مخلة؟ وكيف سمحت لاحقاً، بتصوير فيلم جابر؟

ويحك يا مطلق! لقد روجوا فيه بأن للصهاينة حق في بلادنا، فكيف هانت عليك، وسمحت لهم التطاول على وطنك؟

اعذرنا يا مطلق.. إذا حملناك لاحقاً مسؤولية تقديم الحكومة مشروع قانون يبيح للأجنبي شراء أرض أجدادك في البترا.. ومسؤولية تصويت النواب عليه بعدها، وقبلها، ربما علينا تحميلك مسؤولية رفع أسعار الماء والكهرباء، والمحروقات والخضروات، وكل شيء يباع ويشترى.. مثلما علينا تحميلك وزر مديونية البلاد - بالمرة - وحتى هزيمة منتخبنا الوطني أمام البحرين في بطولة غرب اسيا!

الفساد الذي ضرب البلاد ردحاً من الزمان يتحمل مسؤليته مطلق.. الدخان المزوّر، وانتشار المخدرات والسلاح والبغايا اللواتي يضبطن في مواخير عمان، يتحمل مسؤوليتهن مطلق، عريً مواطن خرج عن طور عقله في العقبة يتحمل مسؤوليته مطلق، حتى طلاق جارتنا أم السعيد، بعد ربع قرن من زواجها بأبي السعيد العاطل عن العمل، ولا يجد لقمة يسد بها أفواه أولاده الجائعة، يتحمل مسؤوليته المسخم مطلق.

مطلق، عليه مسؤوليات تاريخية مهولة، يجب أن يتحمل وزرها. بدءاً من وعد بلفور، لنكبة 48، ونكسة 67، وعليه مثلما عليه أن يتحمل وزر تخلي الأمة العربية بأسرها عن فلسطين، وترك أهلها والأردنيين وحدهم يواجهون عدوهم ومصيرهم!.

رئيس سلطة اقليم البترا، لا لوم عليه بشكل مطلق، وحكومة بلادنا المظفرة، لا ذنب لها وعليها، وتعاملت مع الحادثة بكل حزم وشطارة، فأغلقت المقام مشكورة بعد رحيل التلموديين عنه بوجه الأردنيين!

يا مطلق، إياك وأن تقلق.. هاجر إن استطعت إلى ذلك سبيلا، دشن صفحتك الفيسبوكية، وابدأ بثك الفضائي المباشر.. ومع هذا الزخم الشعبي المتعاطف معك يا مسكين، ربما لو قمت بضخ المنشورات، وطخ الشتائم والتعليقات، ستصبح بطلاً شعبياً، ويتم تعيينك لاحقاً، رئيسا لسلطة إقليم البترا!