قصة سحر الرسول صلى الله عليه وسلم..وماذا حدث له؟

قصة سحر الرسول صلى الله عليه وسلم..وماذا حدث له؟
2019-11-04
ن.ب

سما الاردن | ورد حديث يتحدث عن عمل سحر للنّبي عليه الصلاة والسلام، على يد رجل يهوديّ يُدعى لبيد بن الأعصم، وجمهور العلماء على ثبوت السحر، وقد طعنَ عدد من العلماء قديماً وحديثاً في صحّة الحديث، واحتجّ أصحاب هذا الرأي على قولهم بعدّة أدلّة، منها أنّ الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري عن عمل سحر للنبي الكريم إنّما هو حديث آحاد، وحديث الآحاد لا يُعتمد عليه في العقائد، ذلك أنّه يُفيد الظنّ، ولا يُفيد اليقين، كحال الحديث المتواتر، وهو مخالف لعقيدة المسلم، والتي ثبتت يقيناً في اعتقاد عصمة النبي عليه الصلاة والسلام من المؤثرات العقلية، ومن الأدلة التي استند إليها أصحابُ هذا القول مخالفة هذا الحديث لما ثبت في القرآن الكريم من نفي للسّحر عن النبي الكريم، ونفي لموقف المشركين حينما اتهموا النبي بالسحر، قال تعالى: (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا * انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلً)، ولا شكّ أنّ القرآن الكريم متواتر يقينيّ، ولا تجوز مخالفةُ ما جاء فيه، كما ذهب أصحاب هذا القول إلى الاعتقاد بأنّ حديث سحر النبي يتنافى مع عصمة النبي في الرسالة والتبليغ، لأنّ الاعتقاد بأنّ النبي يمكن أن يُسحرَ يُجوِّز الاعتقادَ بأنّ النبي يمكن أن يُخيّلَ إليه أنّه أُنزل عليه، ولم يُنزَل عليه، وهذا يسيء إلى منصب النبوة.

رأي من أثبت عمل سحر للنبي عليه الصلاة والسلام

ردّ علماء السنة والجماعة على من أنكر عمل سحر للنبي عليه الصلاة والسلام بتأكيدهم على صحة الحديث الذي رواه البخاري من ناحية تخريجه، كما بينوا عدمَ اختلاف عملِ سحر للنبي الكريم مع اعتقاد عصمته، فلقد عصم الله نبيه الكريم في أمر الرسالة والتبليغ، بينما يعتري النبي من أمور الدنيا ما يعتري غيره من البشر، مثل الأمراض، والأوجاع، فلا يُستبعَد أن يتعرض النبي لأذى الشياطين دون أن يُؤثّر ذلك على عقله واعتقاده، وإنّما يكون تأثيرها مقصوراً على بدنه وظاهر جوارجه، ويكون هذا التأثير مؤقتاً، ثم ينجلي، وكلّ ذلك لا يقدح في منصب النبوة.

كيف سحر النبي عليه الصلاة والسلام

أمّا كيفية سحر النبي عليه الصلاة والسلام فقد كانت على يد رجل يهودي يُدعى لبيد بن الأعصم، حينما عمل سحراً للنبي في مشط، ومشاطة، وجف طلع ذكر النّخيل، وقد أثّر هذا السحر في النبي الكريم، حينما كان يُخيّل إليه أنّه يعمل شيئا مع أهله، وهو لم يعمل كذلك، وقد أعلمه الله جلّ وعلا عن طريق جبريل بمكان هذا السحر، فاستخرجه من بئر لرجل من الأنصار، ثمّ أتلفه، فأذهب الله عنه أثر السحر.

تعليقات القراء

تعليقات القراء