قصة أغنية "أغداً ألقاك" الحزينة

قصة أغنية "أغداً ألقاك" الحزينة
2019-01-23
حنين العبداللات

خاص سما الاردن | أغدا ألقاك قصيدة غنتها السيدة أم كلثوم بدار الاوبرا في القاهرة عام 1971 حيث نظم هذه الرائعة "اغداً القاك" الشاعر السوداني الهادي آدم الذي تخرج من كلية دار العلوم بالجامعة المصرية وحصل علي درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وحصل علي دبلوم عال في التربية من جامعة عين شمس، ثم حصل علي الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان وعمل معلما بوزارة التعليم بمدينة رفاعة.

اما قصة أغنية اغداً القاك كالتالي:

الرواية الاولى: يقال أن (الهادي ادم) الشاب السوداني الذي كان آنذاك طالبا في جامعة القاهرة بمصر، احب فتاة مصرية طالبة معه وجن بها واتفقا على الزواج بعد تخرجهما، فلما تخرج تقدم الى عائلتها لخطوبتها وجوبه بالرفض الشديد من قبل والدها وارسل العديد من الشخصيات للوساطة ولكن لم تفلح.

عاد بعدها الشاب الى وطنه السودان وظل حزينا معتكفا الناس واتخذ من ظل شجرة مقرا له وباكيا على حبيبته، واذا بالبشرى تأتيه من البنت بان والدها وافق اخيرا على زواجه منها فكاد لا يصدق الخبر وطار من الفرح بانتظار الغد كي يذهب اليها ويخطبها وبدون شعور ذهب الى الشجرة وسحب قلمه ليكتب هذه الابيات.

وذهب الهادي آدم إلى فراشه ونام منتظراً الصباح بفارغ الصبر الذي لم يأتِ عليه فقد فارق الحياة راحلاً إلى العالم الآخر، وانتشرت القصة كالنار في الهشيم.

ولما علمت أم كلثوم بالقصة أصرت على غنائها لتبدع في أدائها ....!!!.

رواية ثانية: يقال أيضا أن الشاعر السوداني الهادي آدم كان يحضر قصيده يريد ان يقدمها للسيدة ام كلثوم فسافر الى مصر ونزل في فندق واخذ موعد مع السيدة ام كلثوم وفي الليلة التي قبل الموعد لم ينم فيها لأنه كان خائفا وقلقا لان الأمر ليس عاديا تنجح ام لا امام كبار الشعراء والنقاد وبينما كان سهران قال هذه الأغنية اغدا القاك وهي ليست الأغنية التي كان قد حضرها من قبل - وكانت كلماتها بين الرجاء والخوف من القادم تقول مقدمتها.

اغدا القاك ياخوف فؤادي من غد           يالشوقي واحتراقي في انتظار الموعد

اه كم اخشى غدي هذا وارجوه اقترابا     كنت استدنيه لكن هبته لما اهابا

الرواية الثالثة: اخذها الشاعر من ديوان (كوخ الاشواق) وعرضتها  الست أم كلثوم على الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي رحب بالفكرة ذهب اليها برفقة صديقه صالح جودت الذي كان رئيسا لتحرير مجلة (المصور) وهناك استقبلتهم السيدة الغناء العربي ببشاشتها المعهودة، وبعد دقائق دخل عبد الوهاب وكان يزمع السفر الى بيروت عن طريق البحر، ودار نقاش حول القصيدة ثم بعد ذلك حملها عبد الوهاب معه الى لبنان وبدأ بتلحينها.

كلمات أغنية أغدا ألقاك:

أغدا ألقاك؟ يا خوف فؤادى من غدي يالشوقى واحتراقى في انتظار الموعد آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا كنت أستدنيه لكن هبتهُ لما أهابَ وأهلت فرحة القرب به حين استجابَ هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا مهجة حرى وقلباً مسه الشوق فذابَ أغداً ألقاك؟

أنت يا جنة حبى واشتياقى وجنونى أنت يا قبلة روحى وإنطلاقى وشجونى أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيونى ؟ آه من فرحة أحلامى ومن خوف ظنونى كم أناديك وفي لحنى حنينُ ودعاء يا رجائى أنا كم عذبنى طول الرجاء أنا لولا أنت أنت لم أحفل بمن راح وجاء أنا أحيا بغدى ألآن بأحلام اللقاء فأتِ أو لا تأتِ أو فافعل بقلبى ما تشاء هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا مهجة حرى وقلباً مسه الشوق فذابَ أغداً ألقاك؟

هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفِكَرُ هذه الدنيا ليالٍ أنت فيها العمر هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر فارحم القلب الذى يصبو إليك فغداً تملكه بين يديك وغداً تأتلق الجنة أنهارا وظلا وغدا ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولى وغداً نسموا فلا نعرف للغيب محلا وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا قد يكون الغيب حلوا إنما الحاضر أحلى. هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا مهجة حرى وقلباً مسه الشوق فذابَ.

تعليقات القراء

تعليقات القراء