قشوع يكتب: حديث في حدث

قشوع يكتب: حديث في حدث
2020-11-28
د. حازم قشوع
ن.ب

سما الاردن | من يذهب لكسب العامه وتقوم سياساته على الاسترضاء والارضاء فانه يدفع الثمن كل يوم ، فلا منجز يحقق ولا مكانه يكون ولا هدف يستهدف لان بوصلته تكون ضائعه 

بين ما تريده مناطق النفوذ بتقاطعاتها واختلاف اهوائها وما ينبغى عمله بموضوعيه وتجرد ، وهذا ما يجعل صناعه القرار تكون تائهه عن رسم الحدث لكونها مشغوله بالاحاديث التى قد تاتى عبر هذه المنصه او تنطلق من اخرى ويصبح بذلك بيت القرار مشغول بارضاء هذا الراى من هذا الجانب .

وذلك وفق سلسله تحمل تفرعات اكثر من الاصول ، فتغيب بذلك صناعه الاحداث عن ما يجب عمله او تصميه ، كما يتغيب الحبر عن صياغة المفرده فتصبح الكتابه بلا تاثير والحركه بلا بضمون يرتجى او فائده تظهر يمكن البناء عليها تطوير عمل صيانة فعل يهدف الى تحقيق انجاز او صناعة حاله او حتى تشكيل مناخ ، هذا لان بيت القرار وان كان يحمل صفة الثبات تجده متحرك بطريقه غير منظمه ودوائر تاثيره محدوده حتى لو كانت اعماله عظيمه .

اما فى النهج الديموقراطي فان الموضوع مغاير لان بيئته تاتى متحركه وليست ثابته باعتبارها تقوم على كسب التاييد وليس من اجل كسب الرضى ، لان التاييد هنا ياتى لبلوه حاله يراد تحقيقها بينما الرضى يسعى لبلوره حاله يراد تاصيلها ، وهما مفردتين مضادتين فى المضمون وان كانا يحملان سمه تبدوا متطابقه فالتاييد الغايه منه كسب شرعيه اتخاذ القرار ، اما الاسترضاء فانه يعمل من اجل القبول بحاله تم اقرارها او جرى تنفيذها ويستدعى القبول بنتائجها ، 

فالاستراصاء كما يصفه معظم السياسين وهو عمل مضنى كونه يبقى حالة الدوران قائمه بلا نهايه ولا حدود يمكن ان تضبط ايقاعها ، وكما ان سياسيه الاسترضاء هذه قد تدخل بيت القرار بعناوين ابتزاز تفقده هيبته وربما مكانته فى القياده وهى من المحظورات التى يجب توخيها فى العمل العام وتجنب الدخول فيها ، فالديموقراطيه افضل من الاستراضاء فى كل الاحوال حتى فى ظل الظروف الضاغطه لانها تحقق مفهوم التشاركيه فى حمل المسؤوليه فتنتقل بالحدث بدلا من السعى لطلب حسن الاستجابه ، رباط السالفه بدلا من التعامل مع الاحداث على اعتباره نقله 
حصمه او صويلح ونبحث عن حجر فيها بعد رميها ، فان التشاركيه وطريق الاوراق الملكيه خصوصا فى المواطنه والحزبيه والحياه البرلمانيه قادره على صناعه تماثيل وليس فقط تمثال بدلا من البحث عن احجار فى نقله معروفه لدنيا انها رمل صويلح او فى احسن احوالها حصمه .

تعليقات القراء

تعليقات القراء