فشل "صفقة القرن" وإعادة التسويق

فشل "صفقة القرن" وإعادة التسويق
2019-08-02
M.B.Y

سما الاردن | بعد فشل المؤتمر الذي دعت إليه الإدارة الأمريكية وانعقد في العاصمة البحرينية المنامة في حزيران/ يونيو الماضي، وطرحت من خلاله الشق الاقتصادي من مشروعها لإحلال السلام في الشرق تحت اسم «صفقة القرن»، وإخفاقه في تحقيق أهدافه، تسعى الإدارة الأمريكية مجددا إلى إعادة تسويقه عبر جولة جديدة يقوم بها جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي.

ووصل كوشنر أمس إلى عمان، المحطة الأولى في جولته، والتقى  الملك عبد الله الثاني برفقة آفي بيركويتز، وغرينبلات، والمبعوث الأمريكي الخاص بإيران براين هوك.

وحسب بيان صادر عن الديوان الملكي، أكد الملك عبدالله على ضرورة تحقيق السلام العادل والدائم وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن إلى جانب إسرائيل استنادا إلى حل الدولتين.

وتشمل جولة كوشنر بالإضافة إلى الأردن، إسرائيل ومصر والسعودية والمغرب، فيما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الإمارات ستكون ضمن الجولة.

والتقى كوشنر أمس رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في إسرائيل عقب وصوله إليها.

ولم تعلن الإدارة الأمريكية رسميا حتى الآن عن الجدول الزمني للجولة.

ونقلت صحيفة « يديعوت أحرونوت « عن مصادر أمريكية قولها إن الخطة المقترحة لـ «السلام» تمت صياغتها بالتنسيق الكامل من وراء الكواليس بين نتنياهو والبيت الأبيض والسفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمر، الذي عاد إلى تل أبيب والتقى نتنياهو لهذا الغرض.

ويسعى دونالد ترامب للحصول على المزيد من أصوات اليهود والمسيحيين الصهاينة من خلال مواقف علنية وعملية لصالح دولة الاحتلال.

وتعد مصادقة نتنياهو على بناء 700 وحدة سكنية للفلسطينيين في المنطقة "ج" الواقعة تحت سيطرة إسرائيلية مباشرة "بادرة حسن نية" للفلسطينيين، وأثارت تساؤلات واعتراضات في أوساط اليمين الصهيوني. لكن "يديعوت أحرونوت" تؤكد أن المصادقة على بناء المنازل الفلسطينية هي جزء من الخطة، وتهدف إلى مساعدة كوشنر لا الفلسطينيين. وتضيف "هذه المصادقة التي يؤيدها غلاة الوزراء المعروفين بمواقفهم المعادية لأي تسوية تأتي لتيسير مهمة كوشنر وتسهيل مساعيه لإقناع جهات عربية بالمشاركة في عملية تسويق «صفقة القرن» في مؤتمر يعقد في كامب ديفيد في أمريكا قبل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المقررة في أيلول/سبتمبر المقبل.

لكن مسؤولا بارزا في البيت الأبيض نفى في وقت لاحق أمس التقارير التي تحدثت عن عقد مؤتمر قمة بين الرئيس الأمريكي وقادة عرب في كامب ديفيد، قائلا إنه ليست هناك خطة من هذا القبيل في الوقت الحالي، حسبما أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.

وأضاف المسؤول، الذي لم تشر الصحيفة إلى هويته، أن «فريق الشرق الأوسط سيقدم فور عودته تقريره إلى الرئيس ونائب الرئيس ووزير الخارجية ومجلس الأمن القومي، وذلك لمناقشة العديد من الخطوات التالية المحتملة، لتكملة نجاح ورشة البحرين».

ولفتت التقارير إلى أن ترامب سيطرح في المؤتمر «صفقة القرن» بدون الدخول في تفاصيل تلزمه، وسيقول على سبيل المثال إنه سيؤيد «كيانا فلسطينيا»، ولكن ليس بالضرورة دولة و«نعم» لحضور فلسطيني في الشطر الشرقي للقدس بدون الاعتراف بها كعاصمة.

ومن المتوقع أن يدعو كوشنر القادة العرب الذين سيلتقيهم إلى عقد قمة خلال جولته الشرق الأوسطية الحالية.

إلى ذلك، أكد السفير الأمريكي لدى الاحتلال، ديفيد فريدمان، أن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب تؤمن بالحكم الذاتي والمدني الفلسطيني، وليس الدولة الفلسطينية.

وذكر فريدمان خلال مقابلة مع شبكة الأخبار الأمريكية س أن أن، أننا «نؤمن بالحكم الذاتي والمدني الفلسطيني، ونعتقد أن الحكم الذاتي يجب أن يمتد حتى النقطة التي يتداخل فيها مع الأمن الإسرائيلي»، مضيفا أن «الوضع معقد جدا». (القدس العربي)

تعليقات القراء

تعليقات القراء