عندما يكتب الملك.. ويرد المواطن

عندما يكتب الملك.. ويرد المواطن
2018-10-31
عايش الحروب
إسراء زيادنة

سما الاردن | طالَعَنا اليوم جلالة الملك بمقال "عميق" حول منصات التواصل الاجتماعي (تواصل أم تناحر؟) قرأت المقال مرات عديدة، وحاولت أن أتعمق في مفاهيمه، فعندما يكتب الملك فهناك رسائل يجب ان تفسر جيداً. سأترك جوانب كثيرة من المقال يتحدث عنها من يتنطّحون دائما للرد على أوراق الملك ومقالاته.

أما رسالتي كمواطن أولاً ومستخدم لهذه المنصات ثانياً، أقـــول:

سألت يا جلالة الملك هل المنصات تواصل أم تناحر؟ أنا اقول لك انها تواصل للتناحر نحن نكتب عن أفراحنا، وأتراحنا، ونجاحنا، وسفرنا، حتى طعامنا وشرابنا لنتناحر، نكتب لأننا نبحث عن وجود، ونسعى لحجز مكان في فضاء اللامكان. نكتب لأننا نبحث عن الخط الفاصل بين الحقيقة الكامنة والواقع المفتعل.

نكتب لأننا نشعر أننا في قوقعة يغطيها نواباً لا يمـــثلوننا ووزراء لا يشبهـــوننا ومسؤولين يعرفون أنهم أبناء الصدفة، والصدفة يا جلالة الملك هي توصيف مؤدب للواسطة والمحسوبية، نكتب لأننا نحب الوطن ونتفق على شرعية الملك، لكننا نكره الواقع وننقُم عليه.

ُنفرغ حقدنا على واقعنا بالشائعات ونحن نعرف أننا نكذب، ونكذب ونصدق كذبتنا حتى نشعر أن لنا مكان وصوت مسموع حتى لو كذباً. نكتب لأننا نحب أن نكون في الوجود أيقونة نستحقها تستلهم مكانتنا التي لا نرضى سواها.

يا جلالة الملك نغتال الشخصيات لاننا "تعبنا" و تعبنا منهم ومن إخفاقهم، سئمنا  ثنائية التلميع والتجويع، فلا يستوي الأمران في بلد يولد فيه المولود وفي صدره قدر من الكرامة والعزة يتجاهلها واضعي السياسات وراكبي الموجات، أما الخطير في هذا الأمر أن اغتيالنا للشخصيات بدأ يتوحش فخلطنا الغثَّ في السمين وأخشى أن تتفاقم هذه الآفة فلا تبقي ولا تذر. 

 مقالك العميق يدق ناقوس الخطر ونتمنى ان يتلوه مقالات أخرى، اكتب عن الديمقراطية في الاردن (وهم ام حقيقة؟) اكتب عن البلد الطموح والشعب الصابر (إلى متى؟) اكتب عن التجديد والتمجيد(هل يتجانسان؟)

اكتب يا جلالة الملك فهذه فرصة أن نكتب أيضاً.

تعليقات القراء

تعليقات القراء