عبيدات يكتب.. النيابة العامة.. يد تنجز وأخرى تقاتل الفساد

سما الاردن | لا أخفيكم، أني وبعد سنوات طويلة من العمل والتماس المباشر مع قضايا الوطن والمواطن، توطنت في قرارة نفسي مشاعر الخيبة من أداء بعض المعنيين بمحاربة الفساد تارة، وفقدان الأمل بحدوث أي تحرك حقيقي ملموس على أرض الواقع اتجاه محاسبة ومعاقبة الفاسدين.

لكن من وسط هذه السوداوية، وهالة الطاقة السلبية، انبثق ضوء القضاء والادعاء العام الشامخ، الذي أعاد إشعال نار التفاؤل في قلبي المتألم على واقع البلاد والعباد.

فخلال الفترة الماضية، باتت النيابة العامة والهيئات القضائيه المتخصصه لاعباً رئيسياً بالتعامل مع ملفات الفساد التي تنخر في جسد مؤسسات الوطن ماليا وإداريا، وأصبح لدى رجال الادعاء العام والهيئات القضائيه حرص كبير على تسريع الإجراءات المتعلقة بمحاكمة الفاسدين أمام القضاء، لنيل عقابهم العادل، والمنصف للوطن وخزينته المالية.  

النقلة القضائية النوعية والملفتة، لم تقف عند النيابة العامة في المحاكم الجزائية ، بل امتدت إنجازاتها إلى النيابة العامة الجمركية، التي تحولت إلى خلية نحل، يعمل مدعوها العامون بكل جهدهم للفصل في القضايا التحقيقية الجمركية، مما انعكس إيجابا على أداء وايرادات دائرة الجمارك بشكل عام، وتحديدا خلال الفترة القريبة الماضية.

نعم نحتاج اليوم في الأردن لجهود أكبر في سبيل تحقيق طموحات وطننا، بدءا من قيادته الحكيمة، وصولا إلى شعبه الطيب، لكن لا بد من الاعتراف أن الدور الذي تلعبه النيابة العامة حاليا والهيئات القضائيه ، يعد خطوة مهمة نحو محاربة حقيقية للفساد والفاسدين.

المحامي عبداللاه عبيدات