سيدي جلالة الملك... دائرة الجمارك تحتاج منك نظرة عن قرب

سما الاردن | سيدي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني، اليوم أضع بين أيديكم كلمات نابعة من قلب شخص غيور على وطنه، ومؤسساته الحيوية، والتي تعتمد عليها الدولة لتحسين واقعها الاقتصادي، وتحديداً دائرة الجمارك العامة ، تلك المؤسسة الوطنية العريقة والمهمة، التي باتت أبواب ادارتها مغلقة بشكل شبه تام أمام أصحاب الحاجة، بل حتى في وجه أصحاب الرأي والنصيحة.
فهناك يا سيدي لا يمكنك أن تشاهد سوى ممرات ضيقة تشبه متاهة ذات اتجاه واحد، لا تقودك سوى لبوابة الخروج، أبواب مغلقة في وجه السائل،والناصح، بينما هي مشرعة أمام بعض المقربين والمتربحين، هكذا يا سيدي تبدو الصورة داخل مبنى إدارة دائرة الجمارك العامة، والتي باتت كالثكنة العسكرية، لا يمكن دخولها إلا بتصريح مرور من ادارتها حصريا.

ليس ذلك وحسب، بل تسببت قرارات الإدارة الفردية، البعيدة عن المنطق في بعض الأحيان ، بالإضرار في المال العام ، عبر ملاحقات قضائية، تستنزف خزينة الدولة دون مردود بالمقابل، وتعمل على تهجير الاستثمار المحلي والأجنبي على حد سواء.
لكن الأخطر من ذلك، يكمن في أروقة إدارة الدائرة، التي تعزل نفسها عن الواقع، وتقدم معلومات مغلوطة تارة، وتهول من أي إنجاز صغير تارة أخرى وتقديم الاخفاقات للرأي العام على أنها انجازات، كما حدث في عملية ضبط خط تصنيع السجائر، والذي كشفت عنه التحقيقات على أن دخوله للمملكة كان عن طريق التهريب، وليس بشكل قانوني كما ادعت ادارة الجمارك حينها.

سيدي جلالة الملك،،
كي لا اتهم بالمبالغة أو التحامل ، أدعوك لإجراء استطلاع رأي صغير، حول الوضع الحالي لدائرة الجمارك، يضم مستثمرين ومراجعين، وموظفين سابقين وحاليين، لتدرك بنفسك حجم الخلل والواقع المؤلم في الدائرة، وحجم الانغلاق والتقوقع الذي تعيشه ادارة دائرة الجمارك الحالية.
مع خالص تقديري ومحبتي لجلالتكم

المحامي عبدالإله عبدالله عبيدات