سيدة تواسي "كلبة" تبكي قتلوا صغارها..فيديو

سيدة تواسي "كلبة" تبكي قتلوا صغارها..فيديو
2019-02-17
حنين العبداللات

خاص سما الاردن | سيدة مصرية تواسي "كلبة" حزينة قتلوا صغارها..والفيديو يثير تعاطفاً وغضباً هائلاً في الانترنت.
ومعلّقون يتساءلون : "هل نحن فعلاً امة نبي الرحمة؟"

الحيوانات هي كائنات حية تشعر بكل شيء حولها، تفرح وتحزن وتتألم لكن الشيء الذي يجعلها تختلف عنا هي أنها لا تستطيع التعبير عما تشعر به، منذ قديم الأزل والإنسان والحيوان جنسان مترافقان، فالإنسان يعتمد على الحيوانات بشكل كبير جدا.

من بين المقاصد الكلية الضرورية التي دل الشرع الإسلامي على حفظها واعتبارها؛ “مقصد المحافظة على الكون” بمفهومه الواسع الذي يشتمل على كل ما سخره الله لخلقه من بحار وأرض وجبال ومعادن وطبيعة.

فما يحصل اليوم في حياة الناس من جراء التفاعل غير الصحيح مع الكون، وما تعانيه البشرية من تلوثات ومجاعات وتهديد بنفاد المسخرات الإلهية، إنما يعبر عن جهل الناس لمقاصد الشارع الحكيم، كما أوضحتها الديانات السماوية عامة والدين الإسلامي على وجه الخصوص، والتي دلت على حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل، كما دلت على حفظ الكون. 

إن للحيوان حق الرحمة والرأفة والاهتمام بالرعاية والعناية كحق الإنسان، وذلك لما له من خصائص وطبائع وشعور لا تقل عما لدى الإنسان، والشاهد على ذلك قصة النبي سليمان عليه السلام مع النملة التي كانت تحذر قومها من أن يطأهم سليمان وجنوده بالوادي، فتبسم إليها ضاحكًا، وجلس تحاوره ويحاورها بوحي من الله تعالى، لأنها وأمتها خلق من خلق الله.

والرحمة بالحيوان خُلقًا يوجب المغفرة، كما أن الإسلام قد كرّم الإنسان أحسن تكريم، بل إنه لا يقف عند هذا وإنما نجده قد حرّم تعذيب الحيوان، وجعل ذلك موجبًا من موجبات عذاب الله. فكما أن تحمّل الحيوان فوق طاقته مُنكر قد حاربه الإسلام واستنكره، نجده كذلك قد حرّم -في إطار حقوق الحيوان- إجاعته وتعريضه للهزال والضعف والتلف.

فقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببهيمة قد لصق ظهرها ببطنها، فهاله ما رأى من خرق حقوق هذا الحيوان، فانتفض غاضبًا وقال: “اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة” (رواه أبو داود).

إن للحيوان في حياة الإنسان دورًا تربويًّا واضحًا، خاصة في مجال التعلم، وفي التأثير الأخلاقي والقيمي والنفسي.. إن الأطفال لا يتعلمون من البشر فقط، ولكنهم يتعلمون أيضًا من الحيوانات. والحيوانات حاضرة في حياة الأطفال بشكل كبير، سواء الذين يعيشون بالقرب منها في الأرياف والغابات والحقول، أو الذين يعيشون في المدن الحضرية.

دراسة الإنسان للحيوان مورد رائع للبحث في المستقبل، فثمة سلوكيات كثيرة في الحيوانات يمكن رؤيتها بسهولة وعرضها للأطفال في صور قصصية لتعليمهم قيم التعاطف، والمهارات التفاعلية، واحترام الآخرين، والوعي الذاتي والاجتماعي.

وهي مهارات مفيدة خصوصًا لدى الأطفال ذوي العاهات الخلقية، وكذلك لدى أصحاب حالات التوحد من الأطفال، وسوف يتعلم الأطفال قراءة الإشارات غير اللفظية، ولغة الجسد، ومن ثم يرتقون إلى قراءة الإشارات غير اللفظية لدى البشر، حيث يمكن للحيوانات أن تبين لنا كيف نرى العاطفة ونعبّر عن المشاعر، ونتواصل مع الآخرين دون كلمات.

هناك عدة آيات قرآنية وأحاديث نبوية تحضنا على الرفق بالحيوانات ومعاملتها معاملة حسنة، ونذكر من هذه الأدلة ما يلي:

قال تعالى ” الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّىٰ كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَىٰ سورة طه.

قال تعالى ” وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ” سورة النازعات.

ومن الآيات التي تعلمنا كيفية استخدام الحيوانات قوله تعالى ” أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ( 71 ) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ( 72 ) وَلَهُم فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ ( 73 ) سورة يس.

قال تعالى ” وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (7)وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (8) سورة الأنعام.

قال تعالى ” أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ” سروة الأنعام.

تعليقات القراء

تعليقات القراء