سهير جرادات تكتب: أعيدوا لنا هيبتنا

سهير جرادات تكتب: أعيدوا لنا هيبتنا
2020-12-12
سهير جرادات
ن.ب

سما الاردن | من المحزن أن نكتشف ونحن نستمع لبعض مسؤولينا الذين يتبوأون مواقع مهمة ، ويديرون ملفات حساسة تتعلق بالشأن العام الداخلي ، وبالوضع المعيشي للمواطن ومستقبل البلاد ، نكتشف أنهم يتناولون القضايا المهمة والمفصلية بطريقة سطحية وسخيفة، أوهزلية واستخفافية.

  ووصل الأمر ببعضهم ، ومن شدة قلة الهيبة ، التي تخلى عنها مقابل تحقيق حلم الظفر بالمنصب ، أن يلجأ لوضع رمز العز والهيبة والوقار (الشماغ) على أكتافه ويتلحف به ، ليستمد منه الهيبة التي فقدها ، بعد أن تم " كشفه " أمام العامة ، متجاهلا أن الشماغ يوضع على الرؤوس الشامخة بالعز، والفخار!! ..

والمضحك المبكي ذلك المسؤول الذي فقد السيطرة على شعوره بتسلمه المسؤولية فأراد ان يستعير الهيبة من خلال نشر صور له وهو يؤدي فريضة الصلاة على الرصيف بجانب سيارة تحمل نمرة حكومية ، ليدل( بتلك الصورة) أنه غير معروف ، وأن النمرة الحمراء هي الوحيدة، التي ستعرف بهويته ، كونه هو نفسه ما زال غير مصدق أنه حصل على منصب لم يكن يحلم به !!.

أما هؤلاء الفاقدون لهيبتهم ، والذين وجدوا من الصعوبة الوصول إلى الهيبة لأنهم بالأصل فاقدون لها ، فلجأوا إلى " الفوتيك " الذي يحمل كل معاني الهيبة ، ويشير إلى القوة والعزة والشموخ والانتماء والولاء والحزم والكرامة والكبرياء ، لاعتقادهم بأنهم بارتدائهم "الفوتيك"، ورسم الكشرة على تقاسيم وجههم ، ستعود الهيبة لهم، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في إقناعنا بأن هذه هي الهيبة ، فهي لا تشبه الهيبة الحقيقية لأنها مصطنعة ، والمضحك أنهم ظنوا ان أسماءهم مسجلة في سجل العز والكرامة، فراحوا يقنعون أنفسهم قبل غيرهم بأن لباس الهيبة يليق بهم ، لكن هيهات... هيهات!!..

أما ذلك المسؤول ، الذي لم يترك منصبا إلا وتبوأه ، رغم أنه لا يحمل أي مؤهل علمي ، فلا يخجل من أن يقوم في المناسبات الرسمية بـ "مسك" الميكروفون ويغني !!.. فيما مسؤول آخر جلس يوما ما في مقعد نائب لرئيس وزراء يمتاز بتفوقه في قراءة الطالع والفنجان ، والعزف على العود والغناء !!.. وذلك المسؤول الذي ينافس على "غمزة" سميرة توفيق ، يتباهى بأنه يخدع أجيال العلم الذي يقود مسيرتهم العلمية !!..

وهؤلاء الوزراء الذين تحولوا إلى مقدمي  دعايات "واسكتشات " تمثيلية  حول عدم المصافحة وغسل اليدين للوقاية من فيروس الكورونا !!.. وهؤلاء الوزراء الذين يتجولون في المحافظات؛ للترويج لتعديلات قانون ضريبة الدخل ، الذي تم الطلب منهم السكوت عن طردهم من قبل المواطنين الرافضين لفرض مزيد من الجباية !!..

أما ذلك المسؤول الذي يفتخر بانجازات زميله الذي أبدع في عمله عمدة لعمان؛ رغم أن طبيعة العمل لا تتناسب مع تخصصه الذي اختاره إكراما لعيون الممثلة زبيدة ثروت  فقط !! معقول أن تكون هذه ميزة تميزه وتثقل ميزان حسناته ؟!

ونشاهد ذلك المسؤول رفيع المستوى، يمازح المذيعة بإسفاف للعقول ويتغزل بها، بطريقة معيبة بحق وطن يحتفل بمئويته، ويعتز بنسائه الماجدات ، مشخص وبندر المجالي ، أوائل السجينات من ( نساء ثورة الكرك - الهية ) ، وعلياء الضمور الأم الثكلى، التي فقدت قطعة من قلبها بفقدها لولديها، إلا أن قلبها بقي ينبض بحب الوطن الذي يعتز برجالاته أمثال: عودة أبو تايه ،  وعلي خلقي الشرايري ، وكليب الشريدة ، وراشد الخزاعي ، وفواز البركات الزعبي، ومحمود كريشان ، ومصطفى وهبي التل، والشهيد وصفي التل، وغيرهم كثر .

 إن تراجع هيبة المسؤولين ، هو نتيجة حتمية لتراجع "هيبة الدولة" التي تراجعت لضعف الحكومات المتعاقبة ، والاعتداء على الدستور وبنوده ، وتراجع احترام القوانين ، وغض الطرف عن ناهبي خيرات الوطن ، وعدم ملاحقة الفاسدين واتباع أسلوب استرضائهم بالمكتسبات، فيما نجد  المخلص والمحب لوطنه  يُعاقب.

مسؤولون فقدوا الهيبة... وعندما نذكرهم بوصفي التل تثور ثائرتهم ويغضبون ، ولا ندري هل غضبهم من وصفي ؟! أم على وصفي، الذي يذكرهم بالهيبة التي يفتقدونها ؟!!..

تعليقات القراء

تعليقات القراء