حمير الأردن مهدده بالانقراض

حمير الأردن مهدده بالانقراض
2019-01-20
M.B.Y

سما الاردن | قال مدير مديرية البيطرة بوزارة الزراعة، الدكتور محمود الحناتلة، إن الفصيلة الخيلية في الأردن تعاني من التناقص، وهي على مشارف الانقراض، جراء انخفاض أعدادها إلى النصف، لكن أقرب أنواع هذه الفصيلة للانقراض هو الحمار البلدي في الأعوام المقبلة.

يأتي ذلك في نطاق ما كشفته إحصائيات وزارة الزراعة للثروة الحيوانية للعام 2018، عن تراجع أعداد الحمير إلى 1000 حمار، في وقت وصل فيه عددها عام 1997 إلى 14117 حمارا، وجميعها حمير بلدية.

أمام أعداد الفصيلة الخيلية (الحمير، البغال، والخيول) فوصلت إلى 6000، بينها 3500 خيل أصيل، مسجلة تحت بند حيازة لدى الوزارة، و1500 بغل (تكون بين الحمير والخيول)، وتستخدم في أعمال الحراثة بالقرى، وتعد مصدر دخل لأصحابها.

ولفت الحناتلة إلى أن النسبة الأعلى من انتشار هذه الفصيلة في محافظة إربد، في اقتناء الحمير، تليها مناطق وجود البدو الرحل، مبينا أن الوزارة، تقدم الرعاية الصحية للفصيلة الخيلية، بحسب الغد.

رئيس الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين المهندس محمود العوران؛ بين أن الحمار حيوان مفيد، يخدم البشر منذ خمسة آلاف عام، وفي مصر القديمة، كان يؤتمن على نقل الأحجار الكريمة القيمة، ويستخدم في نقل السلع الزراعية، والرومان هم من أحضروا الحمار إلى إنجلترا.

ويرد بعض المعنيين، تراجع أعداد الفصيلة الخيلية؛ وتحديدا الحمير، إلى تراجع الحاجة إليها بخاصة لدى المزارعين الذين كانوا يستخدونها في أعمال النقل والزراعة، وحلول المركبات والناقلات والجرارات الزراعية مكانها.

كما يرون أن التقدم العلمي ألقى بظلاله على استخدام الحمير، ودفع وجودها وتكاثرها إلى التراجع، لعدم الحاجة إليها.

في سياق آخر؛ اعترف الإسبان بإدخال الحمار إلى العالم الجديد في القرن السابع عشر، ومنذ ذلك الحين، استخدم على مستوى العالم في التحميل وحماية حيوانات المزرعة.

وقال العوران إن الوزارة سمحت سابقا باستيراد الحمير من تركيا وقبرص، والبغال القوية من سورية، إذ أن الحمار ينتمي إلى عائلة الخيول والحمير الوحشية والبغال، ويعرف علميا باسم (إكوس أفريكانوس أسينوس)، وينتشر في الصحارى الإفريقية، ثم تدريجيا في بقية العالم.

واضاف ان الحمار هادئ وذكي يتعلم بيسر، ويسهل تدريبه كحيوان (استئناسه)، ويمكن ترويضه ليكون وسيلة لنقل البشر وأمتعتهم، بالاضافة الى هذه الصفات؛ فإنه عنيد جدا، وهو من الحيوانات التي يجري افتراسها خلال حياتها في البراري من حيواني الذئب والقيوط..

ويعيش الحمار في البر، وحين استئناسه، يعيش في المزارع واسطبلاتها، ويصل عمره الى أربعين عاما؛ في حال نال العناية المناسبة، وهو من أصغر عائلة في الخيول، وهناك ثلاثة أنواع من الحمير، تصنف وفق حجمها، ومنها ذات ألوان داكنة كالبني والأسود والأسمر، وبعضهم مبقع.

وبين أن أهم ما يميز الحمار طول أذنيه وكبرهما، لأنهما تساعدانه في الحفاظ على الجسم؛ باردا أثناء الطقس الحار، لهذا يمتلك حاسة سمع قوية؛ تمكنه من سماع الصوت عن بعد أميال. ويتراوح متوسط ارتفاعه بين 36-48 بوصة، في حين أن أنواعا من الحمير ذات مقاييس كبيرة تصل إلى 56 بوصة، لكن أكبر أنواع الحمير يعرف باسم “جاكستوك الماموث” ويصل إلى حجم 63 بوصة.

تعتبر الحمير في الأردن بلدية، لعدم استيرادها منذ ستينيات القرن الماضي، ويعتبر الحمار (الصليبي) من أفضل أنواع الحمير، كونه ذا لون أبيض وممشوق القوام وطويل الساقين، والذي يستخدم في أعمال الحراثة، وله قدرة تحمل كبيرة على العمل.

وعلل المهندس الزراعي رامي عبابنة؛ انخفاض أعداد الحمير في بلادنا، وعدم تعميرها أكثر من عشرة أعوام، يعود إلى سوء الرعاية، وعدم الاهتمام بها، بالرغم من أنه يمكنه البقاء على قيد الحياة لمدة تتراوح بين 25 – 40 عاما في المتوسط، في حال تلقيه رعاية صحية جيدة.

وبالرغم من أن الحمار مهمل من مجتمعات عديدة من بينها المجتمع الاردني، لكن حليب أنثى الحمار يعتبر الأقرب إلى (حليب الأمهات)، فهو يستخدم في تقوية المناعة، ومعالجة أمراض عديدة

تعليقات القراء

تعليقات القراء