المهندس حازم الحباشنة يكتب: تفائلوا بلا أي بصيص أمل

المهندس حازم الحباشنة يكتب: تفائلوا بلا أي بصيص أمل
2020-09-24
المهندس حازم الحباشنة 
ن.ب

سما الاردن | العالم يتجه الى الهاوية باندفاع ، سقطت البشرية بالضربة القاضية عند أول امتحان من الطبيعة ،و ما زالت أوروبا مغلقة بوجه الغرباء ، و ما زالت الدول تائهة بين تزايد عدد الاصابات و عدم وجود حل طبي ، و ظهور عدد لا نهائي لنظريات تشرح و تفحص و تمحص دورة حياة الڤيروس، و كيف ينتقل و من هم أقربائه في عالم الڤيروسات و لكن لا جواب شافي لهذه البشرية المسكينة عن الموعد النهائي لهذا البلاء ، عن الترياق أو الحل السحري الشافي.

تتجه البشرية الى الهاوية ركضاً و هرولةً،  ففي ظل هذا الطاعون تتزايد مناطحات القوى العالمية هنا و هناك، فتتوحش أمريكا بعقوباتها و تتبعها أوروبا مثلية الجنس بقرارات نسخ و لصق عن القرارات الأوروبية، و تتباهى روسيا بقواتها المتهالكة من زمن الاتحاد السوڤييتي دون أن تحسم أي مسألة حتى تلك المسائل البعيدة مضرب عصا عن حدودها ..

و ما تزال الصين مصرة على انكفائها ضمن محيطها الحيوي الأصفر بدون أي دور سياسي فعال في دول العالم ..
و هكذا يبقى العالم على حافة تلك الهاوية التي تتمنى شعوب العديد من الدول الوقوع فيها لتنهي عذاب و مرارة صراعات تدوم و لا تنتهي ، صراعات بدون أي ضوء متفائل في آخر النفق ينهيها  .

الدمار قادم بدون شك ، و اليوم أفضل من الغد في اكثر الحالات تفاؤلاً ، فان نجت البشرية من الوباء فلن تنجو من الفقر و المجاعات ، و ان نجت من الفقر و المجاعات فلن تنجو من الحروب و صراعات المصالح ، و ان نجت من الحروب و صراعات المصالح فلن تنجو من غضب الطبيعة و تغير المناخ و ظهور أمراض اخرى أشد و أكثر فتكاً .

يبدو أننا في الفصل الأخير و لا يوجد هنا نهاية سعيدة تستقر الامور بعدها ، فهي نهاية تراجيدية بامتياز ، ستنتهي بعد رحلة من آلاف المراحل من العذاب الذي سيتلقاه الباقون على هذه الأرض، يبدو أن الموت الطبيعي هو الرفاهية الوحيدة التي سيتمناها الانسان الحديث في هذا العصر.

الحمدلله على كل حال.

تعليقات القراء

تعليقات القراء