المشهد القاتل والحكم العادل

المشهد القاتل والحكم العادل
2018-10-26
فلاح القيسي
إسراء زيادنة

خاص سما الاردن | ما أن أعلن عن بدء عملية التحقيق في حادثة ضحايا الرحلة المدرسية الى البحر الميت ، والتي حصدت ارواح 21 ضحية جلهم من الطلبة الأطفال، في يوم عرف بالخميس الأسود، وقبل ان يسدل الستار على بشاعة المشهد الحزين،  حتى بدأ تراشق الاتهامات بين المدرسة المعنية ووزارة التربية والتعليم، وبدأ كل طرف يحاول التنصل من مسؤولية ما حدث، ليلقى تبعات الكارثة على الطرف الآخر، بمساندة من  وسائل إعلامية، ومراجع حقوقيه واجتهادات شخصية، وشهادات مجانية، بدات بالمحاورة والهجوم والدفاع والكل يحاول وضع الكرة في مرمى الطرف الآخر. 

كل ذلك جعل الشكوك تشق طريقها بقسوة في  نفوس أمهات وآباء فجعوا برحيل فذات اكبادهم ومعهم كل الشارع الاردني المكلوم، عزائهم نتائج تحقيق عادل يضع النقاط على الحروف.

وهنا لابد من القول بان الفاجعة موجعة ايها السادة، والجرح عميق ايها المتحاورون، ولا مجال للمداهنة والمجاملة والتضليل، على حساب ارواح بريئة ارتقت الى بارئها أطفال بعمر الزهور خطفتهم يد المنون من حديقة الوطن، أرواح بريئة ما زالت تحلق في سماء الوطن تناشدكم تستصرخ ضمير كل من له حكم او شهادة في القضية ان يضع مخافة الله و كرامة الانسان و مصلحة المواطن فوق كل مصلحة،  ليشفى بحكم عادل غليل كل من فجع بعزيز وكل من ابكته بشاعة المشهد القاتل، حكم يؤسس لمراجعة شاملة لتشريعات وقوانين رادعة لكل من تسول له نفسه مستقبلا العبث والمتاجرة أو الاستهتار بارواح المواطنين الأبرياء، مؤكدين أن الاردن دولة مؤسسات وقانون ، ولدينا قضاء عادل نفاخر به الدنيا. فلنترك له الامر دون محاولات للتعمية أوالتضليل. 

فرحم الله الشهداء، والصبر والسلوان لذويهم، وصادق العزاء للوطن قيادة وشعبا. 

تعليقات القراء

تعليقات القراء