حصري سما الاردن | أنا لا أخاف عليك يا وطني من عدو يجتاح حدودك فالعسكر يحرصون، ولا من متربص يضمر لك شرا يوقع بك فالأمن يسهرون.
لا أخاف عليك من زلزال يمحو معالم وجهك الجميل فربك رحيم، ولا تخيفني ألوان الأعاصير مهما كانت عاتية أن تقتلع زيتونك، فالجذور ضاربة في الأعماق.
لكني أخاف عليك ممن شيطنوا أبناءك الذين يفتدونك ولا يفكرون بملاذ سواك، اخاف عليك من غياب لغة الحوار "بينهم" وبين فقراء شعبك.
أخاف عليك من "ممارساتهم" فقد تجعل التضحية لأجل عيونك حماقة، والدفاع عن وجودك فرض كفاية "لا تعنيهم".
أعذرني ايها الوطن، إذا ما أجتاح الخوف كياني كلما وقعت عيني على فاسد يتبختر في طرقاتك متحديا غيرة أهلك عليك، ويزداد خوفي كلما رأيت مقدراتك تنهب جهارا نهارا، ويكبر خوفي كلما تعالى صراخ شبابك إحتجاجا على "فسادهم"، إنهم شبابك يحبونك يا وطن ومن أجلك يخرجون ويهتفون لعزتك رغم فقرهم وضنك عيشهم، ورغم حيرتهم من فقدان البوصلة وضبابية المشهد، هم الباحثون عن ضوء شمعة أمل في نهاية نفق يبدو معتما عله يرشدهم إليك، إنهم القابضون على جمر الخوف عليك ياوطني، إنهم أبناؤك الفقراء وهم إليك الأقرب وعليك الأحرص.
إضافة تعليق