الغارمات.. قصص يشيب لها شعر الرأس

الغارمات.. قصص يشيب لها شعر الرأس
2019-01-24
إسراء زيادنة

سما الاردن | لم تظن الفتاة العشرينية فرح فستان زفافها الأبيض سيتحول  إلى ملابس السجن قبل مضي عام على زواجها، لتصبح نزيلة في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة بالقسم المخصص للنساء.

أخذ الذهب والمال وهرب

فرح (اسم مستعار) ضحت بمهرها وأعطته لزوجها، وحصلت على قرض مالي من أحد صناديق التمويل الصغيرة بقيمة أربعة آلاف دولار لتوفير فرصة عمل لزوجها.

لكن المفاجأة  وفقا لما نقلته الجزيرة نت أن فارس الأحلام أخذ الذهب والقرض المالي وهرب بهما، و"أرسل لي ورقة الطلاق عبر المحكمة"، فتراكمت الديون وبت سجينة أنتظر "سهم الغارمات" لينقذني من هذا الواقع الأليم.

الغارمات في ازدياد

"الغارمات" مصطلح أطلق في الأردن على النساء اللائي يقترضن من شركات التمويل المالي الصغيرة الخاصة، بقيم مالية تتراوح بين خمسمئة وأربعة آلاف دولار، بهدف تغطية احتياجاتهن الاقتصادية أو المعيشية، أو تمويل مشروع صغير يحسّن دخل العائلة، أو بدافع من الزوج أو الأسرة، وعندما لا تتمكن المرأة من السداد ترفع قضية عليها أمام المحاكم وتُسجن لحين السداد.

قرض لوازم الولادة

فرح قد تكون أفضل حالا من السجينة أم غزل، فعندما اقترب موعد ولادة طفلها الثاني لم تكن تمتلك الاحتياجات اللازمة، فحصلت على قرض بقيمة ألف دولار، وبكفالة زوجها عامل الوطن (عامل نظافة).

لكن عجزها وزوجها عن سداد القرض أودى بها إلى السجن، تاركة وراءها طفلها في عمر تسعة أشهر عند جدته السبعينية، منتظرة سهم الغارمات من صندوق الزكاة لتعود لطفلها الصغير.

والدها أجبرها على الاقتراض

قصة الفتاة الجامعية ريم تختلف عن قصص سابقاتها؛ فلم تدفعها الظروف الاقتصادية ولا الزوجية للاقتراض، لكن والدها دفعها للاقتراض، وهو نفسه يرفض تزويجها طمعا في راتبها.

وتقول ريم (اسم مستعار) للجزيرة نت "طمع وجشع والدي دفعاني للاقتراض ليجمع المال لنفسه"، وعندما أغلق المصنع الذي كنت أعمل به، عجزت عن السداد، وسجنت عدة أشهر دون أن يزورني أو يقدم لي أي مساعدة مالية أو قضائية".

الأسرة مهددة

من جهتها، قالت مديرة الدراسات في اللجنة الوطنية لشؤون الأسرة مي سلطان للجزيرة نت إن "غياب الأم عن عائلتها فترة طويلة نتيجة الحبس يعرض الأسرة لآثار سلبية كبيرة وكثيرة، ويهدد تماسكها ويعرضها للانهيار".

وأضافت سلطان أن "مخاطر الانحراف" عند الشباب اليافعين تزداد بغياب الأم عن البيت، إضافة إلى فقدان الأطفال حاجاتهم الضرورية من الرعاية والتغذية والتربية.

هل تُحل مشكلة الغارمات؟

رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أعلن تخصيص مبلغ 750 ألف دولار من موازنة العام الحالي 2019 لصندوق الزكاة الأردني لحل مشكلة الغارمات، مع تشديد الشروط على المقترضات وصناديق الشركات الدائنة.

وأوضح مدير صندوق الزكاة عبد السميرات في حديث للجزيرة نت أن عدد المستفيدات من سهم الغارمات خلال العامين الماضيين 2017 و2018 بلغ 537 غارمة، و38 غارما، وبقيمة مالية بلغت 570 ألف دولار.

ويشترط الصندوق على الغارمات المستفيدات من "سهم الغارمين" أن يكون دخل الأسرة أقل من 350 دولارا، ونظرا لطبيعة القضية والمطالبة المالية، وقيمتها وخصائصها، بحيث يتم استثناء قضايا الاحتيال والنصب وإساءة الأمانة، ومراعاة عدم التكرار للغارمة، بمثل هذا النوع من القضايا.

تعليقات القراء

تعليقات القراء