الطفل جورج "المعجزة".. ما قصته؟

الطفل جورج "المعجزة".. ما قصته؟
2020-08-14
ن.ب

سما الاردن | عندما دخل إدموند خنيصر قاعة عمليات الولادة، حيث كانت زوجته إيمانويل على وشك وضع مولودهما، كان هدفه هو اقتناص صور للحظات الأولى من حياة ابنه.

لكنه سجل، بدلًا من ذلك، اللحظات التي أطاح فيها أكبر انفجار في تاريخ لبنان، بنوافذ كاملة على سرير المستشفى الذي ترقد عليه زوجته البالغة من العمر 28 عامًا.

قالت إيمانويل، وهي تعيد تجميع المشاهد لتوابع اللحظات الأولى من الانفجار الكبير في بيروت ”رأيت الموت بعيني… قفز السؤال (هل انتهى كل شيء؟) كنت أتلفت حولي، وأنظر للسقف، لا أنتظر سوى سقوطه علينا“.

وأزال الطاقم الطبي الدماء وشظايا الزجاج المحطم وحملوا مدفوعين بفطرتهم، إيمانويل إلى الممر، خشية وقوع انفجار آخر.

كانت إيمانويل على وشك الإصابة بالإغماء، واهتزت بشدة من الأعماق، وقالت إنها كانت تعلم أن واجبها التركيز على الولادة.

كانت تتحدث لنفسها بكلمات.. ”يجب أن يأتي إلى الحياة.. يجب أن أكون قوية جدا“.

بعد الانفجار مباشرة، كانت ستيفاني يعقوب، كبيرة الأطباء المقيمين في قسم أمراض النساء والتوليد بالمركز الطبي الجامعي في مستشفى سان جورج، قد خرجت مسرعة من الغرفة لمساعدة ممرضة مصابة.

ولكن، كان قد فات الأوان، وماتت الممرضة.

أسرعت ستيفاني متجهة على الفور إلى إيمانويل لمساعدتها في الولادة، مع البروفيسور إيلي أناستاسيادس وفريق من المسعفين.

ولادة لحظة الانفجار
بعد أسبوع من الانفجار، وهي تروي القصة قالت إيمانويل: ”انقطعت الكهرباء وكانت الشمس تتجه للمغيب، لذلك كنا نعلم أن علينا إنجاز ذلك في أسرع وقت ممكن. وعلى أضواء الهواتف المحمولة، جاء إلى العالم“.

أما خنيصر، والد الطفل الذي كان يركض متنقلًا بين زوجته وأمه، فقال، إن هدفًا واحدًا كان في ذهنه، وهو نقل ابنه الوليد جورج إلى بر الأمان.

وعندما ركبوا سيارات لبعض المتطوعين، وخرجوا من محيط منطقة الانفجار، بدأت تتكشف أبعاد المأساة وحجم الدمار.

وصلوا في نهاية الأمر إلى مستشفى خارج العاصمة مباشرة، وجرت أخيرًا إجراءات غسل الوليد جورج، وتنظيفه.

وقال إدموند، وهو يعرض صور ابنه على صفحة أنشأها له على موقع انستغرام، يطلق عليها معجزة الطفل جورج: إن ”جورج مميز للغاية. إنه نور في الظلام“. وأضاف: كانت ”ولادة وسط الحطام“.

تعليقات القراء

تعليقات القراء