سما الاردن | مازال الموت يتربص في كل زاوية على الطريق الصحراوي الممتد من عمان وحتى العقبة، ليزهق الارواح البريئة ويخلف عشرات المصابين وخسائر اقتصادية لا تحصى.

وعلى مدى نحو اسبوعين خلفت حوادث السير التي شهدها «طريق الموت» تسع وفيات والعديد من الاصابات بعضهم من اسرة واحدة جراء حادثي تصادم، حيث تخلو تحويلة جسر القطرانة من الشواخص التحذيرية المرشدة للمركبات في كيفية الخروج من التقاطع باتجاه محافظة الكرك، فضلًا عن بقاء الشواخص التحذيرية لوجود تحويلات تم الانتهاء منها ما يربك المركبات ويولد لديهم عدم ثقة بالشواخص لتصبح مدعاة للشكوك هل هناك تحويلات على الطريق امامهم أم لا.

ويخضع الطريق الصحراوي لاعمال إعادة تاهيل كاملة استدعت احداث تحويلات مرورية مربكة للسائقين، خصوصا التحويلة المقامة عند تقاطع جسر القطرانة الذي يربط محافظة الكرك بجنوب المملكة وشمالها.

وهذا يحتم على وزارة الاشغال تحديث الشواخص التحذيرية فور الانتهاء من الاعمال الانشائية الجارية على الطريق، ناهيك عن حوادث اخرى كثيرة وقعت في مناطق متعددة على امتداد الطريق وحصدت هي الأخرى الكثير من الوفيات والمصابين

أمس الأربعاء كان أربعة شباب على موعد مع الموت في حادث مروع وقع على تقاطع جسر القطرانة جراء تصادم شاحنة وسيارة ركوب صغيرة، وقبله بأسبوعين وقع حادث مروري في ذات الموقع تقريبًا نتج عن تصادم مركبتين ايضًا اسفر عن خمس وفيات بينهم ثلاثة هم أب وأم وابنتهما، وشابان آخران، فيما خلف الحادث ثلاثة اصابات بعضها بليغة من أبناء الاسرة المشار إليها.

ويربط المواطنون بين تزايد الحوادث المرورية على الطريق الصحراوي وفي موقع تقاطع جسر القطرانة باتجاه الكرك تحديدًا وبين أعمال اعادة الانشاء الجارية في الموقع والتي استلزمت اقامة تحويلة يصفها المواطنون بأنها غير آمنة كونها بمسرب واحد ضيق بالاتجاهين ولوقوعها عند اكثر من تقاطع مروري الامر الذي يربك سائقي السيارات المارة عبر المكان فيشتت انتباههم فلايستطيع أكثرهم وخاصة من يجهلون طبيعة الطريق، مايفضي إلى وقوع حوادث تصادم مميته في اغلبها.

ويرى مستخدمو الطريق أن التحويلة مثار الشكوى غير معمولة وفق المواصفات الهندسية التي تراعي حجم الحركة المرورية في المكان واستمرارها على مدار الساعة، فيما تفتقر ايضًا بحسبهم إلى المعينات المرورية التي ترشد السائقين اثناء سلوكهم للطريق، وطالبوا وزارة الاشغال العامة باجراء مراجعة هندسية شاملة للموقع ليكون بالمواصفات المرورية الآمنة، إضافة إلى تسريع العمل فيه لحيويته وتجنبًا لمزيد من زهق الارواح.

وإن كانت وزارة الاشغال العامة وفق المواطنين تتحمل الجانب الأكبر من مسؤولية ما يحدث على الطريق الصحراوي فيرون أن سائقي السيارات يتحملون بدورهم جانبا من مسؤولية وقوع الحوادث من حيث تجاوز السرعات المقررة وخاصة في مواقع الطريق التي تحتاج للسير بتأنٍ عليها، إضافة إلى التجاوز الخاطئ والتتابع القريب ولاسيما في مواقع التحويلات، وكذلك غفلة بعض السائقين جراء استخدام الهواتف النقالة أو التحدث مع بعضهم البعض مايفقدهم التركيز والانتباه لطبيعة الطريق التي يسلكونها.

في المقابل قالت وزارة الأشغال العامة والإسكان لـ الرأي وعلى لسان الناطق الاعلامي باسمها عمر المحارمة إن نسبة الإنجاز في مشروع تأهيل الطريق الصحراوي بلغت نحو 60 % حتى الاول من ايلول الحالي.

وبينت الوزارة أن مقاطع الطريق التي انتهى العمل بها بثلاثة مسارب يتم استخدامها كتحويلات مرورية والسير عليها باتجاهين وتوسعة التحويلات الحالية ويتوقع الانتهاء من كافة أعمال المشروع منتصف العام 2020 وضمن البرنامج الزمني للمشروع.

وأكدت الوزارة أنها حرصت على توفير وسائل ومتطلبات السلامة العامة اللازمة للتحويلات المرورية على الطريق الذي بدأ العمل بمشروع إعادة تأهيله أواخر العام 2017.

وأضافت إن هذا المشروع ضخم وحيوي ويتم على واحد من أهم الطرق الخارجية في المملكة، وكون العمل يتم دون إغلاق للطريق فقد اعتمدت الوزارة أفضل التوصيات والمواصفات الدولية لتحقيق السلامة المرورية وضمان أنسابية المرور.

وبينت الوزارة أن كل تحويلة لا يزيد طولها عن (7) كم وذلك لعدم إرهاق مستخدمي الطريق وان لا تقل المسافة بين التحويلة والأخرى عن (8) كم، بالإضافة إلى تجهيز كل تحويلة في بدايتها بحواجز إسمنتية وأبراج للإنارة على مداخل ومخارج التحويلة وتوفير الإشارات المرورية المضيئة والعاكسات الفسفورية الأرضية واللوحات ال?شعة، كما وتم اعتماد المخططات الخاصة بالتحويلات المرورية بعد دراستها من مهندسي السلامة المرورية في المكاتب الاستشارية وإجراء الكشف الحسي على الموقع من قبل الجهات المعنية في إدارة السير المركزي والدفاع المدني والحكام الإداريين والمجتمع المحلي ويتم قبل فتح التحويلات للسير الكشف المشترك عليها وإعطاء الموافقة عليها وبعد فتح التحويلة يتم مراقبتها للتأكد من فعاليتها وتعزيز عناصر السلامة في حال الحاجة لذلك.

واعتمدت الوزارة احدث المواصفات العالمية للمشروع من حيث الفرشيات واستخدام البوليمر بالإسفلت وبثلاثة طبقات وكذلك استخدام الأساليب الحديثة لفرد الفرشيات وقياس استوائية الطريق من خلال الآليات الحديثة للتحقق من المواصفات الخاصة بالمشروع.

وتهيب وزارة الاشغال بالمواطنين سالكي الطريق ضرورة التقيد باللوحات الارشادية والتنبيهات الموضوعة حفاظًا على سلامتهم، ودعتهم إلى توخي الحذر والحيطة إثناء السير على الطريق والالتزام بالسرعة المحددة والتقيد بالإرشادات على الطريق خصوصًا في مناطق التحويلات، حيث تشير تقارير ادارة السير بحسب الوزارة أن غالبية الحوادث على الطريق اياه تنتج عن السرعة والتجاوز الخاطئ وعدم انتباه السائقين وبنسبة تناهز الـ 97 بالمئة.

 

 

الراي