السودان: تحذيرات غربية ودعوات لتسليم السلطة

السودان: تحذيرات غربية ودعوات لتسليم السلطة
2019-04-09
حنين العبداللات

أصدرت قوات الشرطة توجيهات لمنسوبيها بالمركز والولايات بعدم التعرض للمواطنين والتجمعات السلمية وأن تعمل على حفظ الأرواح والممتلكات ومنع الجريمة وتنظيم المرور وإجراءات السلامة العامة.

وأكدت الشرطة في بيان صحافي باسم الناطق الرسمي لقوات الشرطة اللواء هاشم علي عبدالرحيم أن قواتها ظلت خلال الأحداث الأخيرة تؤدي واجباتها في إطار القانون، بعد اطلاع هيئة الإدارة على تطورات الأحداث الأمنية والجنائية في البلاد.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين الجيش لمفاوضات تبحث ترتيبات الانتقال السياسي.

وكان التجمع قد أعلن، في وقت سابق، فشل محاولة تفريق اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة، لافتاً إلى أن الجيش فتح بوابات القيادة لحماية المتظاهرين.

وأظهرت المشاهد التي نقلها متظاهرون من ساحة الاعتصام، عبر حساباتهم الخاصة بمواقع التواصل، تعالي أصوات كثيفة لإطلاق الرصاص.

تظاهرات نسائية 

نددت نساء يتصدرن الصفوف الأولى للتظاهرات المعارضة للحكومة في السودان، بالنظام القائم في الخرطوم وذلك خلال مؤتمر جمع في لندن حوالى مائة طبيبة سودانية أو عاملة في المجال الطبي.

وتؤكد الطبيبة إحسان فجري (65 عاما) مؤسسة حركة "لا لقمع النساء"، أن عددا كبيرا من النساء هن في عداد المتظاهرين الذين يطالبون منذ 19 كانون الأول/ديسمبر برحيل الرئيس عمر البشير.

وأضافت هذه الأستاذة في جامعة بحري بالخرطوم، في تصريح لوكالة فرانس برس، "لقد أقرت هذه الحكومة منذ اليوم الأول قوانين ضد النساء. لا ترتدين بنطلونات، غطوا رؤوسكن، لا تتحدثن بصوت عال...".

وقد ثبت انقلاب عمر البشير المدعوم من الاسلاميين في 1989 الشريعة الإسلامية، التي كانت أقرت في البلاد عام 1983.

وتقول سارة عبد الجليل (44 عاما) رئيسة الفرع البريطاني لنقابة الأطباء السودانيين، عضو هيئة المهنيين السودانيين، التي تتصدر حركة الاحتجاج، إن النساء اليوم هن "في كل مكان، في الشارع، في السجون".

وأوضحت الممرضة نعمت مالك (80 عاما) أن النساء في اطار نظام البشير الذي حكم بالجلد على 15 ألف امرأة في 2016، كما تقول منظمات سودانية غير حكومية، "يُعاملن معاملة مواطنات من الدرجة الثانية".

وأعربت مالك، الاستاذة في جامعة أحفاد للنساء في العاصمة السودانية، عن سرورها لمشاركة الشابات اللواتي تشكل الطالبات عددا كبيرا منهن، في التظاهرات، على رغم عدائية قوى الأمن السودانية حيالهن.

وتؤكد إحسان فجري، الأستاذة المشاركة في جامعة بحري في الخرطوم، أن الشابات اللواتي يتجرأن على التظاهر يتلقين تهديدات بالاغتصاب أو أعمال عنف جسدية. وتقول "نحن، الأكبر سنا، يهددوننا بحرماننا من رؤية عائلاتنا". وهي شخصيا، احتُجزت طوال شهرين ونصف شهر، كما تؤكد.

-"لم يعودوا يخيفونني"-

وتقول فجري التي اعتُقلت في الشارع بينما كانت تستعد للالتحاق بالتظاهرات، إنها سُجنت مع تسع نساء أخريات في غرفة طولها ستة أمتار بعرض أربعة، ومجهزة فقط بخمسة أسرة ومضاءة بنافذتين صغيرتين من عشرين إلى اثني عشر سنتيمترا.

ولم تتمكن من الحصول على علاج مرض السكري المصابة به، طوال خمسة عشر يوما، ولم تستطع الاتصال بأسرتها مدة شهر.

وقالت إن "ابني كان يعتقد أنني قد مت".

وأخيرا، أخلي سبيلها في 8 آذار/مارس "لليوم العالمي لحقوق المرأة"، كما تقول وتضحك بمرارة.

وفي ذلك اليوم، أمر الرئيس البشير بالإفراج عن جميع النساء المحتجزات منذ بداية التظاهرات، لكن عدد المفرج عنهن، لم يُكشف.

وتقول فجري "ربما سيوقفونني مرة أخرى... إنهم لن يخيفوني بعد الآن". وتضيف "مع جميع هؤلاء الأشخاص الذين يحتشدون، إنها مسألة أيام أو أسابيع" حتى يسقط النظام.

تعليقات القراء

تعليقات القراء