السؤال المسكوت عَنهُ !!! 

بَعدَ الذي جرى ويجري في غزّة مِن تقتيل وتدمير ومحاولة زرع الرعب في قلب الشعوب العربية وإيصال الرسالة المشؤومة الى كلّ الشعوب بأنّ مَنْ يتجرأ على إسرائيل سيكون حاله حال شعب غزّة !! وأنّ أقرب الناس لَنْ تكونَ لديه الجرأة على نصرتهم وذلك بتأمر من قادة عرب ظنناهم لبرهةٍ من التفكير إنهم مع شعوبهم!! وأنّ في عروقهم بقايا من دمٍ عربي !! . 

وَبَعدَ هذا الذل الذي تعيشه الشعوب العربية !! وهذا الهوان الذي يرفضه الهوان ذاته والذي يَصدقُ فيهِ قول الشاعر : 

شعبٌ إذا صُفِعَ الحذاء بوجهِهِ 

      صرخَ الحذاءُ بأي حقٍّ أُصفَعُ ؟؟ 

يثورُ السؤال المسكوت عنهُ : ماذا لوْ أنَّ مكة المشرّفة والمدينة المنورة تم إحتلالهما مِنْ عدو ما ؟؟ 

سؤال يتعامى عنه كل العرب والمسلمين !! وسيهاجمك الآلاف إن لَمْ يكن الملايين من المتأسلمين ويرموك بألف تهمة وتهمة!! وسيقولون فيك مالم يقلهُ مالكَ في الخمر !! سيخرجونك من الملّة وسيكفرونكَ وسينصبون لكَ أعمدة المشانق !! . 

ولكن الحقيقة غير ذلك وما جرى ويجري في غزّة سيجري في مكة والمدينة !! سنقف متفرجين ومتوسدين أغطيتنا وكراسينا وحاملين هواتفنا معلنين الحرب من خلالها على مَنْ يجرؤ على مدينة رسول الله !! سنملأ الفضاء الإلكتروني شتمًا وسبّاً وبعدها نعود مهزومين مكسورين وكفى الله المؤمنين شرّ القتال !! . 

نحن شعوب أدمنت الهزائم والانكسارات بفعلِ فاعلٍ نعرفه جميعًا ونجهله جميعًا !! لَنْ نُحرّك ساكنًا ولَنْ نَستلّ سيفًا!! سنقول لأهل مكة والمدينة إذهبوا وقاتلوا أنتم وربكم إنّ ها هنا قاعدون !! . 

هذه غزّة وهولاء هم أهلها وها نحن جالسين نتلذذ بعذاباتهم ومعاناتهم وَقَد أرهقنا صبرهم وأصبحنا نستعجل هزيمتهم فلقد أزعجونا بهذا الصبر !! . 

مَنْ يَهُن يسهل الهوان عليه 

            ما لِجرحٍ ميت بإيلام !! 

                    المحامي فضيل العبادي 

        رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة