الدور الخفي

الدور الخفي
2021-06-13
د.حازم قشوع
ن.ب

سما الاردن | هنالك ادوار اساسية خفية لكنها بناءة فى عملية بناء منظومة التواصل المباشرة وغير المباشرة فالصورة لا تخرج من دون روابط ناقلة والمشهد لا يمكن اخراجه من دون استراتيجية منضبطة وفاعلة والمنظومة ايا كانت ليس بالمقدور ربط جوانبها من دون هيكلية صلبة وكما الانتاجية يصعب تحقيقها من دون وصف وظيفى عامل على مد شرايين المنظومة بالموارد التى تحفظ لها السيرورة والديمومة كما تحفظ لها تفعيل انماط الانتاجية وتقوية الجهاز المناعي للمجتمع وذلك عن طريق تغذية الشبكات الموصلة وبناء مراكز العام الوازنة .

وحتى يتم توظيف هذه الادوات بالشكل الذى يخدم بناء حالة او تشييد منجز فان علينا اتباع خطوات مدروسة لا تقوم على الاجابة على سؤال او بيان استفسار حتى لا تبقى نماذج العمل تصمم لمعالجة حالة آنية بدلا ان تقوم لتنفيذ خطة عمل استراتيجية تقوم على تحديد الاهداف وبيان الغايات وتوضيح مسارات العمل ولا تبقى الاعمال مبنية على ردة فعل تستجيب لظرف طارئ او تتعامل مع امر ناشىء فان مسارات العمل البنائية هى مسارات ذاتية تمتلك روادع وقائية قادرة على التعاطى مع المعوقات مع العمل على تنفيذ مشتملات الانجاز .

وهذا ياتى من على ارضية عبر الية عمل تستجيب للمقتضيات حتى تكون قادرة على تشغيل محركات ومراكز الادوار الخفية والتى وحدها قادرة عند ايصال الشبكة على تجسير الواقع الى واقع جديد يقوم على بناء منزلة جديدة ويعمل على انسيابية تدفق قنوات البنية التحتية حتى فى عملية هيكلية المبنى وهو ما يمكن رؤيتة من شبكات الكهرباء او المياه فى المبنى فهى تقوم بدور مسحور لكنه مهم وان عدم وجودها فى شبكة عمل او منظومة تواصل تصبح المنظومة فيها سكنة لكنها غير واصلة فهى تعتبر مصدر انبعاث الطاقة وعنوان اشعاعها وأحد اهم الخطوط الناقلة والقادرة على نقل بيت القرار من فعل مختزل الى فعل نابض .

فان قنوات العمل المسحورة او الخفية ان لم تعمل كما يقول احد السياسيين فلن تنقل المؤمول وستبقى منظومة العمل ساكنة وغير فاعلة وكما ستحمل مؤشراتها الانطباعية مؤشرات تشير الى فقدان الثقة وستكون مناخات من التشكيل وردات فعل تقوم على الاتهامية وهذا ما يجعل بيت القرار يرزح تحت وطأة النتائج ويقوم بالتعاطى مع تداعياتها الانطباعية التى قد تكون غير حقيقية.

وهذا ما يجعل المشهد العام يدور فى غير مكانة فالاصل ان نذهب تجاه معالجة الاسباب واصلاحها حتى لا يبقى المشهد العام يدور فى رحى ردات الفعل وهذا ما يجعل بيت القرار ينشغل ولا يعمل وهو الايتخلاص الذى كان من المفترض ان يشكل بوابة الحل وعنوانه .

فقد تمتلك الدولة هيكلية عمل لكنها ستبقى دون دوران اذا ما تم تشغيل محركات قنواتها المسحورة او ما يعرف بالقنوات الخفية.

هذا لان بيت القرار ستبقى قنواته تدور فى دوائر الفعل وليس فى مسارات العمل الامر الذى سيجعل من الخطوط الواصل خطوط غير عاملة وتتغذى فقط من رواسب التغذية الراجعة مما يجعلها قائمة على السلبية النقدية والاتهامية ،فان هنالك فرقا كبيرا بين الفعل الذى يستخدم للسلبية والعمل الذى يسخدم للانجاز ، فمن الواجب تشغيل محركات العمل حتى يتم تحويل ما يتم فعله الى انجاز ونتوقف سياسية الدوران غير المجدى والبحث عن مجاهيل فى معادلة بسيطة فى ظل توفر كل ادوات النجاح وامتلاك كل المقومات الذاتية فالحكومة غير القادرة على توظيف الادوات الذاتية لا بد من تغيير ادواتها وفريق عملها حتى لا نبقى نكرر ذات المجموع وننتظر اجابة مغايرة.

فالموضوع الذى يستوجب انجازه يقوم اولا على اعادة توظيف ادوات العمل من على ارضية بنائية يراد تحقيقها وليس من جوانب اختزالية يراد منها شراء الوقت بهدف بقاء الدور الوظيفى قائما هذا لان القنوات المسحورة التى ادعو لتفعيلها فى بناء منظومة العمل تتمثل فى تعميد شخصيات وازنة وتكون قادرة على بناء مراكز مجتمعية وسياسية بحيث تمتلك دوائر تاثير كما تمتلك فكر مؤثر فتقوم بذلك على اعادة دوران شريان الاتصال وتعزيز عوامل الثقة والمصداقية لبيت القرار وكما المؤسسات العامة فان لم نمتلك نموذج انجاز فلنبحث فى الوقت الراهن على من يمتلك القدرة على تشكيل دورع وقائية فالموضوع ليس موضوعا مقتصرا على تعديل الادوات القانونية لكن المسالة هى مسالة منهجية يستلزم فيها تشكيل دورع وقائية وهذا ما يجب الانتباه عليه فى مرحلة اعادة تصحيح مسارات العمل ومراكز الربط ، فالانتخابات ايها السادة كما الجاهة فى المفهوم الدارج يتم الاتفاق على تفاصيلها قبل اعطاء الشرعية واعلان البيان طبعا عبر صناديق الاقتراع .

تعليقات القراء

تعليقات القراء