الدكتور عمر الرزاز ... كنت أتمنى أن تبقى وزيراً للتربية و التعليم

الدكتور عمر الرزاز ... كنت أتمنى أن تبقى وزيراً للتربية و التعليم
2019-05-11
المستشار الإقتصادي محمد الرواشدة
ن.ب

سما الاردن | أثبتت الحكومة اليوم انها بلا هوية بعد هذا التعديل الهزيل على حكومة الدكتور عمر الرزاز و لدي ملاحظات عديدة على هذا التعديل :

اولاً : أنني اعرف الدكتور عمر الرزاز جيدا فهو رجل متزن و هادئ و رجلٌ عندما تجلس معه تجده حكيماً، و اتفاجأ ان كل المخرجات التي رأيناها منذ بداية حكومته تدل ان كل القرارت و السياسات و التعديلات على فريقه الوزاري لا تمت بصلة لفكر الرجل و نظرته للأمور ، و لذلك كنت أتمنى لو ان الدكتور الرزاز بقي وزيراً للتربية و التعليم و أكمل برنامجه في تطوير ما كان يسعى اليه في الوزارة ،و لم يقبل بمنصب رئيس الوزراء .

في عام ٢٠٠٨ على ما اذكر عرض على الدكتور الرزاز منصب وزير للمالية و لم يقبل بذلك و قد يعود ذلك لعدة اسباب من ابرزها عمله في البنك الأهلي و ثانياً التحديات التي كانت تواجه المملكة في ذلك الوقت ،و تأثرنا بالأزمة المالية العالمية ،و كنت اقول في داخلي هذا الرجل يسوى وزنه ذهباً فالمناصب لا تعني لهذا الرجل شيئاً .

واليوم نواجه رزازاً مختلفا بكل المعايير ، رزازاً لم يقدم فكراً جديداً و لم يقدم وجوهاً جديدة لحل الازمات ، رزازاً اخلف العهد مع تاريخ عائلته السياسي المشرف .

ثانياً : السياسات الإقتصادية : لم ينجح الرزاز بإختيار الفريق الإقتصادي مع كل احترامي لشخوص الفريق الموجود الآن ، فهل هذا الفريق هو من سيرفع معدلات النمو الإقتصادي ؟ و هل هذا الفريق سيساهم في تخفيض معدلات الفقر و البطالة ؟ و هل هذا الفريق سيرسم خطة لسداد الدين؟ لعلنا نعيش عصر المعجزات إن قام هذا الفريق متواضع الإمكانيات بذلك

ثالثاً: التعديل الوزاري الأخير : تعديلٌ يليه تعديل ، فقد اصبح شعبنا اليوم لا يهتم ابداً لمن خرج و لمن دخل الفريق الحكومي ،و لكنهم عبء على موازنة تقاعد الدولة، فلا انجازات تذكر على الاطلاق بل على العكس هنالك تراجع في كل المؤشرات الإقتصادية التي تهم المواطن الاردني البسيط ، فهل هذا التعديل سيساهم في خلق فرص عمل ؟ و وضع خطة جديدة للاقتصاد الوطني ؟ و هل هذا الفريق سيساعد في تخفيف معاناة المواطن الأردني ؟ وهل هذا الفريق يستطيع ان يأتي بأفكار جديدة ام أن العمل الوزاري اصبح روتين يومي و سائق و سيارة و تقاعد ؟!

رابعاً : هل من المعقول ان تقوم الحكومة قبل شهرين بتعيين مجموعة من الاشخاص بوظائف عليا (مدير الخدمات الطبية ، رئيس ديوان الخدمة المدنية ، أمين عام رئاسة الوزراء ) ، و بأقل من شهرين تقوم اليوم بتعيينهم وزراء ! أهذا هو التطوير المؤسسي الحقيقي داخل اجهزة الدولة ، و هل هؤلاء الأشخاص قدموا انجازات خارقة خلال مدة عملهم القصيرة ؟ علماً أن بعضاً منهم بدء بوظيفته السابقة بدايةً فيها أمل بإعادة هيكلة المؤسسات التي بدؤا العمل بها و لكن فترة شهرين ليست كافيه للقفز بهم كوزراء .

خامساً : هنالك من خرجوا بالتعديل و اجمعت النقابات و مجلس النواب بأنهم في غاية الكفاءة و النشاط ، فلماذا يتم تحديهم و اخراج مثل هذه الشخصيات دون سبب او مبرر .

سادساً : الوطن لن ينهض إلا ببرنامج وطني واضح و من ثم اختيار فريق مؤهل لتنفيذه و بالتأكيد هذا الفريق لن يكون من الصين او الهند بل سيكون من ابناء الوطن المخلصين للعرش و للوطن .

تعليقات القراء

تعليقات القراء