الدكتور سلطان العطين يكتب: عودة المغتربين وإغلاق المطار

الدكتور سلطان العطين يكتب: عودة المغتربين وإغلاق المطار
2020-07-18
الدكتور سلطان العطين
ن.ب

سما الاردن | صدقَ مَن قال "التجارة شطارة"، ولكن يبدو أنّ الحالَ العام في ظلّ كورونا جعل الأمر أصعب، ممّا تطلّب جهداً أكبر. لذلك، تجد أنّ الحكومة الأردنية تفوّقت في "الشطارة"، وحين لم تُبدِع في خططها الاقتصادية أيام اللولو، تجدها تُبدع الآن في تحصيل أكبر قدر ممكن ممّا يمكن تحصيله من جيوب أبنائها المغتربين.
فبينما أعلنت معظم الدول عن مواعيد فتح مطاراتها بشكل واضح محدد لا يحتمل التخمينات والإشاعات والقيل والقال، لا نسمع من حكومتنا سوى احتمالات، ومصادر مطلعة من السهل إطلاق معلومة على ذمّتها، ومن الأسهل بعدها بحين التصريح بنفي هذه المعلومة، طالما يوجد مواطن، لا حولَ لهُ ولا قوة، يؤمّل نفسه بالإشاعات.
لا يوجد أيّ مبرر مقنع لعدم تحديد الحكومة الأردنية لموعد فتح المطار، فحالُ دول العالم واحدة في مراقبتها للفيروس ومع ذلك تم الفتح أو الإعلان عن موعد الفتح. لو أعلنت الحكومة موعدا محددا، وإن كان بعيداً، لكان الأمر أصحّ من حالة الغموض التي خلَقَتها منذ بداية أزمة عودة المغتربين.
ورغم أنني لطالما تعجّبت من سياسة الحكومة في عدم الوضوح وعدم قتل الإشاعات باستباقها بالمعلومة الصريحة، في ما يتعلق بكثير من المسائل سابقاً، إلاّ أنني فهمتُ غايتها في مسألة عودة المغتربين. الآن فهمتكم.
فهي ليست مسألة مراقبة حالة انتشار الفيروس وتطوره، وما إلى ذلك من ديباجة "أننا الأفضل في مواجهة الكورونا"، بل هي مسألة كيف يُفتَح "باب رزق" للحكومة ولا تستغلّه؟! كيف تُغلِق الحكومة مصدرَ كسبٍ طالما يوجد مضطرين سيدفعون رغماً عنهم؟! لماذا ستفتح الحكومة مجال العودة دون حجر وطيران الملكية طالما لا يزال هناك مضطرّون سيدفعون للملكية وللفنادق؟!
إعلان موعد محدد كان سيجعل كثر ينتظرون العودة دون الحجر ودون الاضطرار لطيران الملكية، لكن حالة الغموض وبثّ القلق من استمرارية إغلاق المطار يجعلُ المغتربين يتهافتون على العودة مع الحجر وإن دفعوا آخِر ما تبقّى معهم من مال أو استدانوا.
نعم التجارة شطارة، وأشطر التجّار يُقال عنهم "حلاّبين النملة"..وهذهِ حكايةُ النمل الذي لا تراهُ الحكومة. هنيئاً لهم كيف ينامون وقد استغلّوا حاجةَ المضطرّ، ومضطرّون آخرون كُثر لا يزالون ينتظرون لا يملكون حتى ما يمكن للحكومة استغلاله، بعد أن انتهكت حقهم في العودة لوطنهم.

تعليقات القراء

تعليقات القراء