التعليم العالي والجامعات امام تحديات صعبة في ظل الانكماش الاقتصادي

التعليم العالي والجامعات امام تحديات صعبة في ظل الانكماش الاقتصادي
2018-10-21
محمد الأمير

خاص سما الاردن | في الوقت الذي تتوغل فيه الحكومات الأردنية المتعاقبة على جيوب المواطنين من خلال رفع الأسعار وفرض الضرائب تفاقم الانكماش الاقتصادي وقل النمو الذي يسعى الطاقم الاقتصادي التخطيط لرفعه من جيب المثقوب ليصبح المصدر الوحيد, حيث اجمع جميع المحللين الاجتماعيين والسياسيين والاقتصاديين على تأثير ارتفاع الأسعار على الحياة الاجتماعية برمتها بما في ذلك الجامعات وهو عنوان ربما سيكون متأزم على كاهل الأهالي والطلبة والسؤاليكمن هنا ماهي التأثيرات على واقع الحياة التعليمة في المرحلة القادمة وقد بات الشارع يسخن ليصدح بصوته لا لزيادة الضرائب وتجويع العقول.

الدكتور عبد الخالق ختاتنة استاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك قال إن  الأمر يزداد قسوة على الطبقات التي تتسم بالفقر المدقع وذات الدخل المحدود والطبقى الوسطى، موضحا ذلك بأن الدخول تتآكل لكافة الشرائح  مع تصاعد الأسعار.

وأشار ختاتنة إلى إن الأمر يزداد فضاعة على طلاب الجامعات وأسرهم بسبب انعدام البدائل في التعليم العالي وازدياد تكلفة التعليم العالي ومتطلباته وكذلك ازدياد تكلفة التعليم وارتفاع الرسوم والضرائب والارتفاع في أجور النقل والوقود والصحة والدواء. 

وبين ختاتنة ان النتائج سوف تكون كارثية على الصعيد الفرد أو المجتمع فغالبا ما تنتشر سلوكيات اجتماعية مثل العنف والسرقة والانحراف والجريمة كلما ازداد الفقر في المجتمعات.

من جانبه أكد مسؤول الحملة الوطنية لحقوق طلبة "ذبحتونا " د.فاخر دعاس إن الأعباء المالية والاقتصادية وزيادة غلاء المعيشة ستنعكس على مواصلات الطلبة والمصروف الشخصي إضافة إلى الرسوم الجامعية.

وأوضح دعاس ان نتيجة هذه القرارات ستمارس في طلب الكلفة العالية للجامعات حيث سيتأثر بشكل متفاقم طلبة الطبقة الفقيرة بسب زيادة رسوم الجامعية التي تثقل كاهل الأهالي أو الطالب نفسه, لافتا إلى انه سيزيد الطلب على التخصصات التي رسومها عالية من قبل طلبة رأس المال فقط وفي حالات نادرة الطلبة الكفء والمتميزين دراسيا. 

وفيما يتعلق بقرارمجلس التعليم العالي الموافقة على قبول الطلبة الحاصلين على معدل 60% فما فوق في جامعات الاطراف بين دعاس أن عزوف الطلبة عن التسجيل في جامعات الأطراف هو ضعف المخرجات التعليمية اضافة الى معاناة هذه الجامعات من الوضع المادي السيء, منوها ان لا تتم معالجته عبر قرارات تسهم بالمزيد من التدهور في العملية التعليمية.

بدوره حذر دكتور علوم السياسية والاقتصاد في الجامعة الأردنية والذي فضل عدم ذكر اسمه من عودة العنف الجامعي جراء الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الشعب الأردني، مبينا ان الطالب عنصر مهم داخل الجامعة سيتأثر عليه  الوضع القائم بشكل تلقائي إذا لم يستطع إكمال دراسته أو دفع الرسوم المترتبة عليه، كونه ما يدفع الإنسان المظلوم والمُضطهَد إلى التدمير والتخريب والقتل مثل هذه القرارات كأساليب لإثبات وجوده.

إلى ذلك تشير المعلومات ان التعليم العالي امام تحديات صعبة هذا العام في ظل محدودية الدعم الحكومي وارتفاع المديونية وعجز موازنات الجامعات الرسمية، حيث اذا ظلت المخصصات الرسمية كماهي سيتوجه القطاع إجباريا لرفع الرسوم البرنامج العادي. 

وكانت قد اثبتت الدراسات ان نحو 70 % من الأسر الأردنية لا تستطيع تحمل كلفة تدريس طالب واحد في الجامعة.

وعلى صعيد مرتبط رأى الطالب حمزه خضيرات الذي يدرس تخصص "الرقابة الصحية" في كلية رفيدة ان القرارات الحكومية مجحفة وظالمة حيث انه يخرج من بيته الى الجامعة وليس معه الا مصروفه البسيط الذي لايكفيه لتصوير أوراقه الدراسية معبرا بدموعه التي انهمرت على خدوده وجعا "رح أجل دراستي وأساعد أهلي لأنو الجوع كافر". 

وأضاف خضيرات ان غلاء الاسعار ستولد عند الطالب حالات العنف والإدمان على  المسكرات والسرقة، منوها إلى إن مشكله ارتفاع الأسعار تحتاج إلى وقفه جادة وذلك لدعم الطبقة الكادحة من طلاب ومواطني هذا البلد الذي لا تعرف حكومته ان الوطن يعاني من غلاء في معيشة أبنائه، وأن المواطن يعيش ضائقة لقمه العيش.

اما الطالب عمر فوزان الذي يدرس تخصص هندسة المركبات في كلية الهندسة التكنولوجية "البولتكنيك" قال ان تداعيات ارتفاع الأسعار تمس و بشكل مباشر طلبة الجامعات و اهاليهم بشكل عام حيث أنها تعمل على الإثقال على كاهلهم من حيث تأمين القسط الدراسي و المصروف الشخصي للطلبة.

واوضح فوزان ان الارتفاع بالنسبة له شخصيا يلامسه بشكل مباشر هو و غيره ممن يقومون بالعمل والدراسة بالاضافه إلى مساعده أهل بيته في متطلبات حياتهم، مشيرا الى انه يتم التلويح برفع تسعيرة بعض ساعات التخصصات والرسوم الجامعية وهذا يشكل قلق حقيقي علينا. 

ولفت الى ان الخطر الحقيقي يتمثل بعدم شعوره بالأمن والأمان المزعوم و الوهمي و تداعيات هذه الارتفاعات على الجانب النفسي للشباب بشكل خاص هي أخطر محاوره حيث أن عدم الشعور بالأمان الحقيقي والخوف المستمر من المستقبل يبعث على حدوث أمراض نفسية مثل الاكتئاب و زيادة ظاهره الجريمه و العنف في ارجاء الوطن.

يشار الى ان منظمة العدل والتنمية لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اصدرت تقرير حذرت فيه من اندلاع احتجاجات واسعة في عدد من الدول العربية وشمال افريقيا بما فيها الاردن بسبب الأوضاع الاقتصادية وتآكل الطبقات الوسطى، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والفساد، وهو ما يشعل المزيد من الاضطرابات الاجتماعية.

تعليقات القراء

تعليقات القراء