التعليم أمانة ورسالة

التعليم أمانة ورسالة
2021-12-23
أسماء جمال سمور
ن.ب

سما الاردن | في زمن بات العلم هو أساس لكل شيء في الحياة, فلا بد من أن نكون على قدر كبير بأهميته وبكيفية نقله إلى أطفالنا فنحن مؤتمنون على تنشئة هذا الجيل (جيل المستقبل) لأنه مسؤوليتنا وأمانة الخالق لدينا, فإذا ما تم تأسيس هذا الجيل الأساس المتين الصحيح عندها سنكون ضامنين مستقبلا مشرقا لمجتمعنا, هؤلاء الأطفال هم اليوم أطفالا وغدا بناة فإما أن تنهض بهم أمم وتزهو وإما أن تسقط وتذبل. 

لذلك هناك العديد من النقاط التي يجب مراعاتها عند تقديم المعلومة لأطفالنا منها:

• من يقدم المعلومة

• كيفية تقديم المعلومة

• نوعية وتوقيت المعلومة

• التغذية الراجعة للمعلومة

من يقدم المعلومة

من المهم جدا اختيار الشخص المناسب والمؤهل وصاحب المعرفة الوافية لتقديم المعلومات والعلوم إلى أطفالنا, والأهم هو تقبل الطفل لذلك الشخص (المعلم), فإذا تقبله وأحبه لبات مثله ولن يتردد في تلبية طلباته من واجبات ومتابعة لدروسه وما إلى ذلك من الأمور والنشاطات الدراسية وحتى الحياتية, فكثير من أطفالنا يستجيبون لمعلميهم أكثر من استجابتهم لأوامر وطلبات أهلهم ويقبلون منهم النصيحة حيث إن ارضاء معلمهم هو غايتهم وهدفهم الأول, فلذلك أليس من الجدير أن يلقي الأهل العناية الكافية في اختيار الشخص الكفء للقيام بهذه المهمة.

كيفية تقديم المعلومة 

من مهمة المعلم أن يكون لديه مهارة عالية في نقل وتوصيل العلوم والمعارف إلى طلابه حيث يجب أن يمتلك المهارات والأساليب المختلفة والمناسبة لمحاولة ايصال المعلومات للجميع متل: 

• استخدام الرسوم التوضيحية.

• ألعاب المونتسوري.

• المشاريع الجماعية.

• الألعاب التنافسية.

• الهدايا والمكافات التشجيعية.

• الأشغال اليدوية.

• التجارب الواقعية.

والعديد من الوسائل والأفكار التي تجذب الطفل وبنفس الوقت تنقل إلى ذاكراته علوم ومعارف لايمكن أن ينساها طوال حياته.

نوعية وتوقيت المعلومة

ليست كل المعلومات متاحة, حيث إن بعض المعلومات قد تكون مقيدة ولا يمكن عرضها على الطفل في عمر معين كما أنها يجب أن تتناسب مع مستوى تفكيره العقلي فلكل عمر طاقة استيعابية معينة والمعلومات الملائمة لسنه, مثلا الطفل ذات الثماني سنوات لا يمكن أن تكون احدى واجباته المدرسية (كتابة بحث عن الأمراض الشائعة في عصرنا) ولكن هذا الواجب في الأعوام المقبلة سوف يكون مطلوبا منه.

التغذية الراجعة للمعلومة

أي التأكد من وصول المعلومات التي تلقاها أطفالنا في دور العلم إلى أذهانهم, وذلك من خلال النقاش معهم في موضوعاتهم الدراسية أو بطرح عدة أسئلة عليهم نستطيع من خلالها أن نعرف إذا وصلت المعلومة إليهم أم لا, مثل (ماذا تعلمتم اليوم؟, ما هي الأشياء التي أعجبتكم؟, هل كنتم سعداء اليوم ولماذا؟) والكثير من الأسئلة والنقاشات التي يمكننا عبرها أن نستنتج فيما إذا كان أطفالنا قد استقبلوا المعلومات أم لا.

من المهم جدا الانتباه إلى النقطة السابقة (التغذية الراجعة) فقد يكون لدى الطفل مشكلة صحية أو نفسية يتعرض لها وليس لديه القدرة على التعبير عنها أو أنه يخاف من أن يبوح بها فربما يواجه مشكلة مع أحد أصدقائه أو معلمه أو أنه لم ينم جيدا في الليل ولم يستطع التركيز في دروسه فعلى الأهل عدم الاستهانة بهذه الأمور البسيطة التي ربما تتفاقم وتصبح عائقا في مسيرة أطفالنا التعليمية.

فيما سبق حاولنا أن نسلط الضوء على أهم الأمور التي على الأهل الانتباه إليها عند وصول أطفالهم إلى مرحلة تلقي العلوم والمعارف في دور العلم لتكون دليلا ومعينا لهم لتفادي بعض المشاكل التي قد تواجههم مع أطفالهم في رحلتهم التعليمية.

أما عن دور المعلم فيكفي أن يعتبر طلابه هم أطفاله وقتها سيبذل قصارى جهده لتقديم المعلومات المفيدة ومحاولة ايصالها بالشكل الصحيح لترسيخها في أذهانهم, عندها سيكون فعلا قد أدى دوره على أكمل وجه لأنه عندما اختار مهنة التعليم ألقى على عاتقه مسؤولية كبيرة وهي تربية وتعليم جيل بأكمله وليس فقط عدد معين من الطلاب, وفي الواقع المعلم بالنسبة لطلابه ليس فقط مصدر للمعلومات بل هو مثلهم الأعلى في الأخلاق والمعاملة الحسنة وهو الناصح والعالم والقائد والمرشد وهو الذي يستحق التقدير والاحترام.

تعليقات القراء

تعليقات القراء