الأيكة فى معان

سما الاردن | الايكة هى الشجرة التى كان اهل مدين يعبدونها فى معان حتى جاءهم نبى الله شعيب فوجدهم يعبدون الشجرة من دون الله ويعملون بالتطفيف حيث يكيلون الميزان بغير حساب كما يقومون بقطع الطرق واخذ الاتاوات لكنهم كانوا اهل قوة ومحبي حياة ولهم طلة جميلة تميزهم دون غيرهم وهذا ما جعل من بلادهم القريبة من بلاد سديم بلاد متعة وفيها خير وفير حتى ان بيوتهم كانت مغايرة عن غيرها فهى بيوت من حجارة منقوشة وهذا ما يميز ثقافتهم وامتازت بها مدينتهم التى كانت دائمة الاضاءة فى الليل كما هى فى سوق دائم فى النهار كيف لا ، واهل مدين اهل المسكوكة النحاسية ولقد بين كتاب العلم النافع ان شجرة الايكة هذه التى كان يعبدها اهل مدين فى معان هى شجرة مظلة من اعلى خضراء لكن ما يميزها انها ملفوفة الساق بالساق وهذا كان يرمز لديهم بالقوة والعظمة .
معان بلاد القوة والجبروت التى اتخذ اهلها من الجبال بيوت هى معان الواصلة بين مكاور فى مادبا والبتراء فى وادى موسي حيث شكلت مياه الكبريت شريان الخط الواصل بين مكان الزراعة فى مادبا حيث عيون موسى ومكان التخزين حيث اهل مدين بلد شعب ونسايب موسى عليهم السلام ارض الخزين عندما كانوا يخزنون فى البتراء والتى عادت للظهور بعد طول سنين .
وما بين مكاور والبتراء كانت مدينة هيرودوس والنبى يحيى (يوحنا المعمدان ) التى مازلت المقصلة فيها خير شاهد على عظمة اهلها وجذورهم الضاربة فى عمق التاريخ كما تبينها قصة شجرة الايكة ويرويها اهل معان اللذين اصبحوا حماة للديار وكما كانوا على الدوام حماة على التاريخ .
ولان شجرة الايكة هذه هى شجرة خالدة وهى ذات رمزية ولدت مع سيدنا نوح وابنائه ومرت على سيدنا شعيب وسيدنا موسى والتبى يحيي وهى ذات دلالة ورمزية فان العمل الاهتمام بزراعتها سيشكل عنوان ودلالة للحضارة المتصلة التى تربط معان بحضاراتها الممتددة الى ما قبل التاريخ ، فاللايكة دلالة كما البتراء مكانة كما شكل أهل معان على الدوام عنوان الحضارة الواصلة والمتصلة وذات الجذور الضاربة فى الاصول والتى كانت قد قدمت للانسانية اولى المصوغات البشرية للتداول النقدى عبر المسكوكات النحاسية والتى كانت تستخرج من ضانا فى الطفيلة حيث مخزن النحاس ويقال انها منبتة .
واثناء زيارتى لمعان بضيافة جامعة الحسين بن طلال وبمناسبة احتفالات الجامعة بمئوية الدولة اكرمنا رئيس سلطة البتراء الدكتور سليمان الفرجات فى زيارة للبتراء فى الليل بصحبة الدكتور عاطف الخرابشة رئيس الجامعة والمشاركين الاردنيين والعرب وكم كانت الوفود العربية مبهرة ونحن نستذكر واياهم التاريخ و الاردن يقدم التاريخ الانساني بطريقة حديثة فيها من الروعة كما تحوى حجارتها على إرت من الابداع .