الأردن والعراق منافع متبادلة وتطلعات نحو المستقبل

الأردن والعراق منافع متبادلة وتطلعات نحو المستقبل
2019-04-07
إسراء زيادنة

خاص سما الاردن | ثمة خصوصیة في العلاقة الأردنیة-العراقیة شعبیا ورسمیا، یتداخل فیھا التاریخ والجغرافیا مع السیاسة، فالعراق كان في ذات یوم عصب الاقتصاد الأردني، فیما عمان الرئة التي تتنفس منھا بغداد.

وهناك مقولة لطالما رددھا الاقتصادیون في الأردن تفید بأن الحصار الذي فرض على العراق خلال العقد الماضي بانت آثاره في الأردن، في إشارة إلى حجم الارتباط الحساس والمھم في العلاقة بین البلدین.

واليوم بعد فك الحصار يشهد البلدين حالة جديدة من الازدهار والانتعاش الاقتصادي حيث اتفق الأردن والعراق على عدد من الآليات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وخاصة في مجالات التجارة البينية وتحفيز القطاع الخاص على إقامة المشاريع الاستثمارية وتسهيل حركة النقل البري بينهما بما يخدم المصالح المشتركة.

وتقف الاردن على اعتاب اتفاقاً نفطياً مهماً سيوفر فرصاً عديدة للعمل من شأنه أن يؤمن آلاف فرص العمل في البلدين الشقيقين حيث سيتم خلال يومين تنفيذ اتفاقية مهمة مع الأردن تتعلق بتصدير النفط وفتح منفذ طريبيل، وأن ذلك سيؤمن آلاف فرص العمل في مجال النقل وتقديم الخدمات. 

العلاقات بين العراق والأردن شهدت انفتاحاً واسعاً عبر زيارة مهمة لجلالة الملك عبداالله الثاني لبغداد وسبقتها زيارة لرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، فضلا عن اختتام وفد أردني كبير زيارة لبغداد قبل يومين، يرأسه نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر، وبالمقابل زيارة لرئيس الجمهورية العراقية برهم صالح لعمان الشهر الماضي.

واكد رئيس الوزراء خلال لقاء نظمه كابيتال بنك حول مستقبل التعاون مع العراق، تحت شعار "نحو شراكة بناءة للمستقبل": إن اللقاء الذي عقده مع نظيره العراقي الدكتور عادل عبد المهدي في المنطقة الحدودية بين البلدين في الثاني من شباط الماضي كان لقاء تاريخيا، تم خلاله التوافق التام على مجالات وفرص التعاون والبحث الجدي في علاقات تكامل بين البلدين الشقيقين.

*تسهيلات لوجستية أردنية لتوسيع آفاق التجارة الحرة، وبناء شراكات واقعية:

كثف الأردن محاولاته الخروج من أزماته المتراكمة بتعزيز إمدادات النفط من العراق والغاز الطبيعي من مصر لتعزز فرص النهوض باقتصاده المتعثر.

وتعتبر الطاقة من أكبر هواجس حكومتنا الأردنية بسبب كلفة الاستيراد المرتفعة وأثرها على عجز الميزان التجاري وارتفاع أسعار السلع.

وبحسب بيانات رسمية، ارتفعت قيمة واردات الأردن من الخام ومشتقاته 34.6 بالمئة على أساس سنوي، في أول 11 شهرا من العام الماضي، لتبلغ 3.46 مليار دولار.

ويرى الأردن أن مد أنبوب النفط من شأنه تحقيق ميزتين، أولاها توفير حاجة عمان من النفط الخام المقدرة حاليا بنحو 165 ألف برميل يوميا، بأسعار أقل بسبب انخفاض تكاليف النقل.

بينما الميزة الثانية، هي تحويل الأراضي الأردنية إلى ممر عبور للنفط والغاز العراقي إلى أسواق الطاقة خاصة في القارة الأفريقية، عبر خليج العقبة على البحر الأحمر، ما يعني حصولها على نسبة من كل برميل عابر عبر أراضيها.

والأهم من ذلك كله، استعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية كما كانت قبل 2003، ما يفتح المجال أمام السوق العراقية للصادرات الأردنية.

ووقع الأردن والعراق في أبريل 2013 اتفاق إطار لمشروع أنبوب بطول 1700 كيلومتر لنقل النفط، بكلفة بنحو 18 مليار دولار، وسعة مليون برميل يوميا.

وقالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة الزواتي أواخر ديسمبر الماضي إن “البدء بتصدير الغاز المصري للأردن سيكون في الربع الأول من العام الحالي”.

ورجحت توريد بين ثلث ونصف حاجة البلاد البالغة ككل 335 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز المسال من الغاز المصري.

وبدأت عمّان منذ سبتمبر الماضي تنفيذ عمليات ضخ تجريبية ناجحة، من الغاز المصري إلى الأردن، بناء على تفاهمات مشتركة.

وإلى جانب سد جزء من حاجة السوق المحلية، فإن الأردن قد يصبح نقطة مرور للغاز إلى أسواق أخرى، مثل سوريا ولبنان شمالا والأراضي الفلسطينية غربا ما يعني إيرادات مالية إضافية.

وتأتي هذه التحركات بعد أن وجهت عمّان أنظارها للسعودية وسوريا كذلك، في محاولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية عبر عقد شراكات موسعة بعيدا عن المنح والمساعدات.

*منافع متبادلة بين البلدين:

قال الخبير في قطاع النفط فهد الفايز أن مشروع انبوب النفط العراقي الاردني البصرة – العقبة له دور هام جدا مستقبلا في تحقيق حالة من الاستقرار في تأمين اتفاقیات الطاقة بین الأردن والعراق منافع متبادلة وتطلعات نحو المستقبل وتنويع مصادر الاستيراد وتوقعات انعكاس ذلك التنويع على جودة المنتجات النفطية المكررة والاسعار .

وأشار الفايز الى أن المشروع يحقق اهدافا ايجابية لكلا البلدين، بالنسبة للاردن يحقق عوائد من خلال رسوم العبور التي يتقاضاها عن مد الخط في اراضيه وتصدير النفط العراقي منه عبر العقبة اضافة لسهولة امداد النفط الى مصفاة البترول الاردنية، فيما يعمل العراق على تنويع منافذ التصدير لديه. 

وتجدر الاشارة الى انه تم الاتفاق على الربط الكهربائي الأردني العراقي من خلال شبكة الربط حيث تم توقيع مذكرة التفاهم بهذا الشأن فقد تمّ التوافق على أن يقوم الجانب الأردني بتزويد الجانب العراقيّ بالكهرباء من خلال الربط الكهربائيّ.

كما اتفق الطرفان على أن يتم المباشرة في الدراسات الفنية وتأمين التمويل اللازم ليبدأ تنفيذ المشروع خلال ثلاثة اشهر، ومن المتوقع أن يبدأ الاردن بتصدير الكهرباء الى العراق خلال أقل من عامين.

تعليقات القراء

تعليقات القراء