أمريكا، وفريق المواطنة

أمريكا، وفريق المواطنة
2020-11-26
د. حازم قشوع
ن.ب

سما الاردن | على ايقاع تصديق الولاية تلو الاخرى على نتائج الانتخابات في ميشغن وبنسلفانيا وجورجيا تحضيرا للاجتماع المزمع عقده للمجمع الانتخابي في الخامس عشر من شهر ديسمبر القادم لاقرار شرعية الانتخاب، قام الرئيس المنتخب جو بايدن بتقديم فريق ادارته للعالم والشعب الامريكي، مؤكدا من خلال احتفالية تقديمه لفريقه في ادارة الحكم، على اهمية التعاون الدولي لقيادة العالم حيث قدم صورة المجتمع الامريكي على اختلاف منابته واصوله واعراقه ومذاهبه في ادارته، وهي الصورة التي تجسد العقدة الفكرية للحزب الديموقراطي والتي تميزه عن منافسه في الحزب الجمهوري والتي تقتصر على اصحاب المشروع في التاصيل.
فلقد جسد موزاييك تشكيل ادارة الرئيس المنتخب منهج المواطنة وقيمها بالشكل والمضمون، حيث جاءت تشكيلة الفريق من منابت روسية واسيوية وافريقية ولاتينية وشرق اوسطية ومذاهب كاثوليكية وارذوكسية وبروستنينية واديان مسيحية ويهودية ومسلمة، جاءت لتعبر عن نهج الرئيس وبرنامج عمله، فالفريق في ادارة الرئيس المنتخب جاءت منسجمة من المنهجية الفكرية التي يقف عليها الحزب الديموقراطي في نهجه كما في برنامج عمله وسياساته وهو ما يحمل مضمونا كبيرا حيال المواطنة وقيمها وزاوية النظر التي يقف عليها الفريق الحاكم.
وهذا ما يمكن مشاهدته من خلال تشكيلة فريق الرئيس لقيادة العالم عندما اختار الرئيس وكاميلا هاريس امينا عاما للدولة الامريكية هو توني بلنكن للامن الداخلي ادهادور ما يوركس وللاستخبارات القومية افلاهيس، كما تم اختيار توماس بيلينكيت ممثلة للامم المتحدة، كما تم اختيار المفكر الخبير جيك سليليمون مستشارا للامن القومي وهو الذي يعتبر ضابط ايقاع، كما تم اختيار الشخص الاقرب على الرئيس بايدن الأمين العام للدولة السابق جون كيري ليكون قائدا للبرنامج المناخي وبرنامج البيئة الذي يعول عليه في دخول البشرية على عصر الكرافيتون.
وهذا ما يكشف بوضوح عن ماهية البرنامج السياسي الذي تسعى ادارة الرئيس المنتخب لتطبيقه والعمل على تنفيذه واحقاق نهجه في سياساتها الداخلية وتقديمه في سياساتها الخارجية التي ستكون قائمة على المواطنة وبرنامجها وعامل على تجذير النهج الديموقراطي التعددي لاحقاق درجة السلم الاهلي المستهدفة، التي يستهدفها برنامج الرئيس المنتخب والحزب الديموقراطي في الحفاظ على حالة الامن والسلم الدولي، حيث يعتبر الحزب في عقائده المنهجية ان السلام يبدا بالسلم الاهلي وعن طريق اشراك المجتمعات في صياغة القرار وصيانته، هذا لان الامن يبدا بتحمل المسؤولية هذا لن يتاتى الا بتوسيع درجة المشاركة فيها عن طريق ترسيخ المواطنة وتطبيق مبدا سيادة القانون.
لكن ما لفت انتباهي هي كلمة وردت على لسان افلاهيس للاستخبارات القومية عندما اعتبرت ان مكافحة الفساد جزء اساس في حفظ حالة السلم الاهلي للمجتمعات كما للنظام الدولي والامن القومي الامريكي، وهذا ما يضيف جملة جديدة على مفردات الامن الاستخباري وبرنامج العمل القادم والذي قد يقوم على اعادة البناء عبر اجتثاث الفساد، فهل سيحمل العنوان الجديد هذا برنامج التغيير؟ هذا ما ستجيب عنه الرياح القادمة!

تعليقات القراء

تعليقات القراء