آلة موسيقية محرمة على الرجال

آلة موسيقية محرمة على الرجال
2019-01-21
إسراء زيادنة

خاص سما الاردن | الإمْزاد واحدة  من الآلات الموسيقية التي اوشك العالم على فقدان أنغامها، وتوجد عند "طوارق الجزائر" الذين يعيشون في أقصى جنوب البلد الأفريقي الذي يتميّز بغنى الألوان الغنائية والموسيقية، وتُعتبر الآلة من أهم وأحبّ الآلات على قلوب الطوارق، ورافقتهم على مدار السنين، وهي آلة محرَّمة على الرجال ومخصّصة للنساء فقط.

ومن الأمور المتعارف عليها عند قبائل الطوارق أن الرجل لا يقرب آلة الأمزاد، وعزفه عليها محرم عليه، ويعتقد بأنه يجلب له مكروها ما وفي هذا الشأن يقول الصدّيق ختالي، وهو أحد أعضاء جمعية "أنقذوا الإمزاد" التي تأسّست في العام 2003، إن "هذه الآلة في تاريخ الطوارق ارتبطت بظهورهم وثقافاتهم، هي آلة محرّمة على الرجال، وكلّ من يحاول منهم عزفها يقاطع من القبيلة، لأنهم يعتقدون بأنّ ذلك ينتقصّ من رجولة عازفها. 

و"الإمزاد" آلة وتريّة تُشبه آلة الربابة العربية أو الكمان، حيث تُصنع على شكل قدح بواسطة الخشب، ويُربط بقطعة من جلد الشاة الذي يُثقب ثقبين أو ثلاثة في الوسط، ثم يُوصل الحدَّان الفاصلان بوتر على شكل هلال من "شعر ذيل الحصان".

وكدلالة على ما يمكن أن تُحدثه الموسيقى من أثر في روح الإنسان فقد أطلق العديد من الموسيقيين العرب عليها اسم "غذاء الروح"، وكان الوصف الأشهر بين عدة مسمّيات؛ مثل: "شفاء النفس ومفكّكة الأحزان، ومقوّية العزيمة، ومُبعدة الهزيمة".

ولكي يصل الإنسان إلى هذا الأثر الذي تتركه الموسيقى كان لا بد من صناعة الآلة، فاشتهر بعضها ووصل إلى العالمية، لكن البعض الآخر ظل يشتكي حتى يومنا هذا من الانحسار.

فالآلات الموسيقية يمكن تصنيفها في أربعة أنواع رئيسية: الإيقاعية، والوترية، وآلات النفخ الهوائية، وآلات المفاتيح، وبين هذه التصنيفات هناك أنواع من الآلات لم تأخذ حقّها من الانتشار كالإمزاد.

وأدرجت منظمة اليونسكو آلة إمزاد وما يتعلق بها من مهارات ضمن لائحة التراث العالمي الثقافي اللاّمادي للإنسانية. وحسب ما جاء في الموقع الرسمي للمنظمة فإن موسيقى الإمزاد وآلتها الموسيقية تشكلان إحدى مميّزات قبائل الطوارق، وتعزفها النساء على آلة موسيقية أحادية الوتر تُعرَف بالإمزاد.

تعليقات القراء

تعليقات القراء